المرأة السريانية ودورها الريادي في سوريا الجديدة: أيقونة التغيير في المجتمع المسيحي
دمشق-سيرياك برس
المرأة السريانية في طليعة التغيير
في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي تعصف بسوريا، تبرز المرأة السريانية كشريك أساسي في إعادة بناء المجتمع الجديد، ولا سيما داخل الأحياء والمجتمعات المسيحية. من المشاركة السياسية إلى القيادة الاجتماعية، باتت المرأة السريانية رمزاً للمرونة والإصرار على تأمين مستقبل أفضل. مراسل سيرياك برس التقى العديد من النساء السريانيات في دمشق وأعد التقرير التالي.
دور تقليدي في زمن مضى
قبل الصراع، كان دور المرأة السريانية في الأحياء المسيحية، مثل باب توما والقصاع، يقتصر في الغالب على العائلة والمجتمع المحلي. الوصول إلى المناصب القيادية أو المشاركة السياسية كان شبه معدوم.
تقول مريم حنا، وهي ناشطة سريانية من حي الدويلعة: “كانت السلطة السياسية تهمش الجميع، وخاصة المسيحيين، مما جعل كسر القيود المفروضة على المرأة السريانية أمراً صعباً للغاية. كنا جزءاً من مجتمع يحاول فقط البقاء، دون أن نتمكن من التفكير أبعد من ذلك.”
حقبة جديدة: تمكين وتغيير
مع سقوط النظام السابق وتغير موازين القوى، وجدت المرأة السريانية فرصة لإثبات وجودها في مجتمع يشهد تحولات كبرى. منظمات مثل “الاتحاد النسائي السرياني” و”مجلس المرأة السريانية” لعبت دوراً كبيراً في تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن في السياسة والتعليم وريادة الأعمال.
تقول ريتا سركيس، مديرة مركز تدريبي في دمشق: “هذه الفترة تمثل نقلة نوعية ليس فقط للسريان، بل للمجتمع المسيحي ككل. النساء السريانيات أصبحن جزءاً أساسياً من النقاشات السياسية والاجتماعية.”
التحديات: معركة مستمرة
رغم الإنجازات المحققة، لا تزال المرأة السريانية تواجه تحديات كبيرة، بدءاً من الموروث الثقافي الذي يحد من تطورها، وصولاً إلى التحديات الأمنية والسياسية التي تهدد مكاسبها.
تقول مريم حنا: “نحن نحارب على جبهتين، الأولى هي تحقيق المساواة داخل مجتمعنا، والثانية هي تثبيت حقوقنا ضمن الدستور الجديد الذي يضع الجميع أمام تحدٍ كبير، بما في ذلك المسيحيين.”
التعليم والاقتصاد: أدوات التمكين
ساهمت مبادرات تعليم المرأة السريانية وتمكينها اقتصادياً في تحقيق تغيير ملحوظ داخل المجتمعات المسيحية.
تقول نور يعقوب، وهي صاحبة مشروع صغير في القصاع: “الاستقلال المادي هو المفتاح. عندما تمتلك المرأة مصدر دخل خاص بها، فإنها تصبح قادرة على تغيير حياتها وحياة أسرتها. وهذا أمر أساسي، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.”
غياب الدعم الكنسي: علامة استفهام
رغم دورها التاريخي في دعم المجتمع، يرى البعض أن الكنيسة المسيحية لم تقدم الدعم الكافي للمرأة السريانية في هذه المرحلة المفصلية.
يقول داني جورج، وهو أحد سكان حي باب توما: “الكنائس كان يمكنها أن تلعب دوراً أكبر في دعم النساء المسيحيات، خاصة العائلات التي فقدت معيلها. نحتاج إلى مبادرات ملموسة تتجاوز الدعاء والصلوات لتشمل دعماً مادياً وبرامج تدريبية.”
مستقبل واعد رغم الصعوبات
رغم كل التحديات، تظل المرأة السريانية نموذجاً حياً للمرأة السورية التي تطمح لبناء وطن يضمن حقوق الجميع. بدعم من المجتمع المسيحي والمنظمات المعنية، تبقى المرأة السريانية قوة دافعة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ليس فقط للمسيحيين، بل لكل السوريين.
مسد يعقد اجتماعاً مع ممثلي الأحزاب السياسية في الحسكة
عقد مجلس سوريا الديمقراطية اجتماعاً مع رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية في مدينة الحسكة، وذلك…