مؤسسات مجلس بيث نهرين القومي تشارك في إحياء ذكرى “اليوم الأسود” في مقاطعة الجزيرة

القامشلي – الحسكة – سيرياك برس

شهدت مدن وبلدات إقليم شمال وشرق سوريا إحياء الذكرى السنوية السادسة والعشرين لاعتقال القائد الكردي عبد الله أوجلان، وشاركت مؤسسات مجلس بيث نهرين القومي بممثلين عنها في مدن القامشلي والحسكة وديرك وقبري حيوري في مقاطعة الجزيرة.

وأوجلان هو قائد حزب العمال الكردستاني الذي خاض كفاحاً مسلحاً ضد الآلة العسكرية التركية منذ عام ألف وتسعمئة وأربعة وثمانين، ويتواجد منذ عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين في سجن إمرالي، بعد أن خُفضت عقوبة الإعدام التي حُكم بها إلى السجن مدى الحياة.
روبيل بحو عضو المجلس العام لحزب الاتحاد السرياني، الذي حضر احتفالية مدينة القامشلي، أكد أنهم شاركوا في هذه الذكرى التي تعد يوماً أسوداً على الشعب الكردي، واليوم مع انبثاق فجر الحرية الذي تتوق إليه كل شعوب المنطقة لنيل الحرية، ونيل حقوقها القومية في الشرق الأوسط، ومنها الشعبين السرياني الآشوري والكردي.

تحويل اليوم الأسود إلى يوم الحرية

وأضاف بحو في تصريح خاص لوكالة سيرياك برس أن تحويل هذا اليوم من يوم أسود إلى يوم الحرية ويوم النضال والتضحيات، لذلك نطالب من كل شعوب المنطقة التضامن والتكاتف أكثر لنيل الحقوق في سوريا ديمقراطية، تعددية، تشارك فيها كل المكونات، وكل الشعوب، بحقوق متساوية، وحقوق قومية وإثنية.
وعبر المسؤول في حزب الاتحاد السرياني عن أمله أن تكون سوريا الجديدة بالفعل نموذجاً للشرق الأوسط كله ونموذجاً يُحتذى به، داعياً لحرية القائد الكردي عبد الله أجلان الذي جلب فكراً ديمقراطياً من خلال أخوة الشعوب وتعايش الشعوب.

مطالب بفك العزلة

وفي مدينة الحسكة التي شهدت احتفالاً مماثلاً أكدت مها شابو، عضو المجلس العام في حزب الاتحاد السرياني في حديثها لوكالة سيرياك بريس أن مشاركتهم جاءت للمطالبة بفك العزلة عن جميع المعتقلين، خاصة لفك العزلة القائد الكردي عبد الله أوجلان.
وحول إمكانية فك العزلة بحل القضية الكردية في تركيا وسوريا، أوضحت شابو بأنها لا شك ستساهم في ذلك، لأن آيدولوجية أوجلان هي آيدولوجية أخوة الشعوب، وهو مع كافة المكونات، وهو الذي يصنع السلام بالمنطقة.

القوى المتآمرة تمارس العزلة المشددة على أوجلان

والتقت وكالة سيرياك برس بعضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل الذي أوضح أن القوى المتآمرة حاولت دائماً أن تمارس العزلة المشددة على أوجلان لمنعه من إبداء آراءه وطرح أفكاره، ولكنه خلال كل هذه السنوات قدم الكثير من المجلدات والكتب لحل قضايا الشرق الأوسط.
وأضاف خليل أن أوجلان “أكد مراراً وتكراراً أن نموذج الدولة القومية في الشرق الأوسط يُعقد الأمور ويزيد القضايا إشكالية، ويزيد الصراعات والتناقضات في المنطقة”.
وأوضح أنه “وبعد كل هذه السنوات الدولة التركية تعيش في ضائقة جدية، وقد أدركت أنه لا حل ولا يمكنها التوصل إلى أي حل من خلال أسلوب الهجوم العسكري أو أسلوب الإبادة الذي مارسته كل هذه السنوات”.
وأشار المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي إلى وجود “حديث حول احتمالية تطور مشروع السلام في تركيا وفي كردستان، وهذا إن تم يؤكد على حقيقة أن أفكار القائد الكردي عبد الله أوجلان هي الحل الأساسي لجميع قضايا المنطقة، وما يطرحه لا يمثل حل فقط للشعب الكردي بل لعموم شعوب المنطقة والقضايا العالقة في المنطقة.
وكان القائد الكردي عبد الله أوجلان قد اُختطف في الخامس عشر من شباط من عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين على يد الاستخبارات التركية، أثناء تواجده في كينيا.
وكان دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية التركي وحليف حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس النظام رجب طيب أردوغان، كان بهجلي قد قدم في تشرين الأول الماضي مقترحاً تاريخياً لدعوة أوجلان لمخاطبة البرلمان التركي، لحل حزب العمال، وإيقاف القتال بينه وبين الجيش التركي، ما مثل تحولاً نوعياً في طريقة تعاطي النظام التركي مع الصراع القائم منذ أربعين سنة.