استمرار انتهاكات حقوق المسيحيين في وادي النصارى
سيرياك برس — حومث (حمص)، سوريا
في تصاعد مستمر لانتهاكات حقوق المسيحيين في منطقة وادي النصارى بمحافظة حومث (حمص)، شهدت المنطقة سلسلة من الاعتقالات التعسفية والاعتداءات التي أثارت قلقاً واسعاً بين الأهالي، وفقاً لما أفاد به مراسلو وكالة سيرياك برس من داخل المنطقة.
اعتقالات تعسفية تطال المدنيين
وفقاً لمراسلي وكالة سيرياك برس، في منتصف ليل السبت، تحديداً عند الساعة 12:30 صباحاً، قامت قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الانتقالية باعتقال رجلين من أعضاء اللجان المسؤولة عن تأمين قرى وادي النصارى. تم استجوابهما وتصويرهما قبل أن يُفرج عنهما لاحقاً.
وفي حادثة منفصلة، عند الساعة 1:00 صباحاً، اعتُقل تسعة رجال من مجموعة حراسة مختلفة في قرية عين العجوز، ونُقلوا إلى قرية الحصن في وسط وادي النصارى. هذه الاعتقالات أثارت احتجاجات واسعة من الأهالي، حيث تجمعوا مطالبين بالإفراج عن المعتقلين. ورغم وعود قوات الأمن بالإفراج الفوري، إلا أنها صرحت بأنها لن تطلق سراحهم حتى الصباح، مبررة ذلك بتوترات نجمت عن قرع أجراس الكنائس لجمع الأهالي.
وبعد ساعات من المفاوضات والضغوط، تم الإفراج عن جميع المعتقلين ظهر اليوم، وفقاً لمراسلي سيرياك برس، وسط ترحيب من الأهالي الذين كانوا يخشون استمرار احتجازهم أو تعرضهم لسوء المعاملة.
تصاعد الاعتداءات على الكنائس والممتلكات
لم تقتصر الانتهاكات على الاعتقالات، بل شهدت المنطقة اعتداءات على دور العبادة. ففي محافظة حمتو (حماة) المجاورة، تعرضت مطرانية الروم الأرثوذكس لاعتداء، حيث نُشرت صور توثق هذه الانتهاكات. ورغم عدم تحديد الجهة المسؤولة، إلا أن ناشطين أشاروا إلى أن هذه التصرفات تهدف إلى إثارة الفتن الطائفية، وفقاً لمراسلي وكالة سيرياك برس.
وفي حادثة أخرى، تعرضت كنيسة في حي الأرمن بحومث (حمص) لاعتداء مشابه، مما زاد من مخاوف الأهالي بشأن سلامة أماكن عبادتهم.
مخاوف من تصاعد التوترات الطائفية
تأتي هذه الأحداث في سياق تزايد التوترات الطائفية في المنطقة. ووفقاً لمراسلي وكالة سيرياك برس، ففي قرية فاحل بريف حومث (حمص)، شهدت المنطقة مقتل 16 شخصاً، بعضهم مدنيون والبعض الآخر من العسكريين، وذلك لأسباب طائفية. كما تم اعتقال أكثر من 20 رجلاً من القرية، مما أثار مخاوف من تصاعد أعمال العنف والانتقام بين الطوائف المختلفة.
دعوات للتهدئة والتحقيق
في ظل هذه التطورات، دعا زعماء المجتمع ورجال الدين إلى التهدئة وضبط النفس. ووفقاً لمراسلي سيرياك برس، تمت عدة محاولات للوساطة من قبل الكهنة وزعماء المجتمع للإفراج عن المعتقلين وتهدئة الأوضاع. كما طالبوا بفتح تحقيقات شفافة في هذه الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها، لضمان عدم تكرارها وحماية حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
تزايد الهجرة بين المسيحيين
نتيجة لهذه الانتهاكات والتوترات المستمرة، شهدت المنطقة تزايداً في هجرة المسيحيين. ووفقاً لمراسلي سيرياك برس، ففي ريف حمتو (حماة)، أكدت مصادر محلية هجرة عشرات الشبان المسيحيين أسبوعياً من مدن وبلدات مثل محردة والسقيلبية وكفربهم، بالإضافة إلى قرى ريف حومث (حمص) ووادي النصارى. هذا النزوح المستمر يهدد بتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين وتغيير تركيبتها السكانية.
مطالبات دولية بحماية الأقليات
في ظل هذه التطورات، ناشدت منظمات حقوقية ودولية بضرورة حماية الأقليات الدينية في سوريا، وضمان حقوقهم وسلامتهم. كما دعت إلى تدخل دولي للضغط على الجهات المسؤولة لوقف هذه الانتهاكات وتقديم الجناة إلى العدالة، لضمان عودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة.
مع استمرار هذه الانتهاكات، يبقى مستقبل المسيحيين في وادي النصارى ومناطق أخرى من سوريا محفوفاً بالمخاطر، ما لم تتخذ خطوات جادة لحمايتهم وضمان حقوقهم في وطنهم.
مركز الدراسات الاستراتيجية السريانية ينظم منتدى حوارياً حول ضحايا إبادة الخابور
الخابور – تل تمر – شمال وشرق سوريا – بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات الت…