الممثلة السريانية ديانا آراس تتحدث مع وكالة سيرياك برس عن دورها الرئيسي في فيلم “مملكة الزعفران”
سيرياك برس
16/02/2025
“مملكة الزعفران” هو دراما تتبع قصة مسرات، وهي امرأة كشميرية تفر مع ابنها رضوان إلى أمريكا بعد اختفاء زوجها وفقدان كشمير لاستقلالها، حيث يكافحان للتعامل مع الصدمة التي خلفتها هذه الأحداث. الفيلم، المستند إلى أحداث حقيقية، من إخراج وإنتاج أرفات شيخ، ويتناول قضايا الهوية والصدمات والعدالة.
ديانا آراس بطلة مملكة الزعفران
ولدت ديانا آراس في السويد ونشأت في تركيا، ثم انتقلت إلى نيو جيرسي في سن الخامسة، حاملةً معها ارتباطاً عميقاً بتراثها السرياني. قبل دخولها عالم التمثيل، عملت ديانا لأكثر من عقد كمساعدة تنفيذية في قطاع التمويل. وفي عام 2021، قررت ترك وظيفتها لملاحقة حلمها في التمثيل بشكل كامل. تتحدث ديانا اللغتين السريانية والتركية بطلاقة، وتعتمد على تراثها وتاريخها الشخصي في أدائها الفني. وبصفتها من أحفاد الناجين من مجازر السيفو، شعرت بارتباط خاص مع دورها في الفيلم. “مملكة الزعفران” هو أول فيلم روائي طويل تشارك فيه.
ما الذي دفعكِ لترك عملكِ اليومي ومتابعة مسيرتكِ في التمثيل؟
نشرتِ ديانا عبر حسابها على إنستغرام:
“شعرت بارتباط عميق مع هذه الشخصية. فهمت معاناتها ويأسها من أن يتم الاستماع إليها عندما لم يكن هناك أحد يصغي.”
ما الذي جذبكِ إلى دور “مسرات”؟
ما جذبني إلى مسرات هو صمودها وقوتها الهادئة. رفضت أن تكون ضحية لظروفها – لقد اختارت البقاء والاستمرار. كثيرون منا يكافحون للبقاء، لكن قلة فقط تملك القوة للنجاة والتعافي بعد أن تكون ضحية.
قبلتُ الدور لأن قصتها كانت قريبة جداً من حياتي. أفهم ثقل الصدمات المتوارثة وتعقيداتها. مسرات رفضت أن تُمحى قصتها، وكفاحها لإيصال الحقيقة شعرت به على مستوى شخصي للغاية – كنتُ أعلم أنني بحاجة إلى تجسيدها بأكثر الطرق صدقاً وأصالة ممكنة.
هل وجدتِ صعوبة في الدخول إلى عالم “مسرات” والتعامل مع صدمتها؟
كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو تجسيد العبء العاطفي للشخصية بالكامل، مع الحفاظ على القوة الهادئة التي تميزها. كان عليّ تحقيق توازن بين صراعها الداخلي وسلوكها الخارجي، وكان ذلك تحدياً مثيراً ومجزياً.
أسلافي واجهوا معاناة النزوح والصراع من أجل البقاء، لذا شعرتُ بمسؤولية تقديم قصة “مسرات” بأمانة. لتحقيق ذلك، استندتُ إلى تاريخي الشخصي والعائلي، مما ساعدني على إبراز المشاعر الحقيقية في أدائي. مثل هذه الأدوار لا تتكرر كثيراً – الأدوار التي تختبرنا عاطفياً وعقلياً وفنياً. سأكون دائماً ممتنة لهذه الفرصة.
هل قمتِ بأي استعدادات خاصة للدور؟
تم اختياري لأداء دور “مسرات” وكان عليّ أن أكون على موقع التصوير بعد خمسة أيام فقط! كان ذلك أطول وقت قضيته بعيداً عن منزلي في نيويورك، وكان أمامي أربعة أيام فقط للتحضير قبل بدء التصوير.
كان حفظ النصوص أولويتي القصوى، حيث كانت هناك العديد من الحوارات. كما حاولت أن أفهم أعماق هذه الشخصية. قصر مدة التحضير خلق لديّ إحساساً بالإلحاح، وكان هذا مثيراً للاهتمام لأنه عكس واقع “مسرات” – لم يكن لديها وقت للتفكير كثيراً، وأنا كذلك.
اعتمدتُ على تجاربي الشخصية لاستحضار المشاعر اللازمة للدور. كنتُ أمارس التأمل كثيراً أثناء التصوير عندما لا يكون أحد منتبهاً لي. وجدت أن هذه الطريقة الأكثر فاعلية لجلب مشاعري الصادقة والحقيقية إلى السطح.
بسبب جدول التصوير المرهق، لم يكن لديّ وقت للتواصل مع الناس خارج موقع التصوير، لكن دعم المقربين مني كان ثابتاً وقوياً.
هل هناك مشهد معين في الفيلم كان له تأثير خاص عليكِ؟
أحد المشاهد المفضلة لديّ في “مملكة الزعفران” هو لحظة حميمة تجمع بين “مسرات” وزوجها “شابير”. دون أن أكشف الكثير، يجسد هذا المشهد الحب العميق والروابط القوية بينهما. كان لهذا المشهد تأثير كبير عليّ لأنه يذكرنا بمدى أهمية العلاقات الإنسانية حتى في ظل أصعب الظروف.
ما الذي تأملين أن يستخلصه الجمهور من الفيلم؟
آمل أن يدرك المشاهدون كيف يمكن أن تستمر الصدمات عبر الأجيال بعد التجارب القاسية. إن الصدمة العابرة للأجيال وعلم الوراثة اللاجينية أكثر حضوراً مما يدركه الكثيرون.
تجارب مثل هذه تشكل هويتنا وأسُسنا العاطفية بطرق قد لا نفهمها بالكامل. العمل في هذا الفيلم ساعدني على فهم نفسي بشكل أعمق.
آمل أن يجد كل من يشاهد الفيلم، حتى لو كان يربطه بالقصة بشكل جزئي فقط، مستوى من الوعي يضيف إلى تجربته الشخصية.
لقد تحدثتِ عن الصدمات العابرة للأجيال. هل لعبت مجازر السيفو أي دور في أدائكِ؟
كانت مجازر السيفو إحدى الركائز الأساسية التي اعتمدتُ عليها أثناء تطوير شخصية “مسرات”. التشابه بين مجازر السيفو والأحداث في كشمير مذهل. أعتقد أن كوني من أحفاد الناجين منحني القدرة على فهم “مسرات” ليس فقط من الناحية العقلية، بل الشعورية أيضاً.
موضوع الصدمة العابرة للأجيال والصمود يتردد صداه بداخلي بعمق. “مملكة الزعفران” يعكس إلى حد كبير تجربة المجتمع السرياني في الشرق الأوسط – سواء في الفيلم أو في الواقع، نجد ألماً عميقاً ومعاناة. كلتا الحالتين تسلطان الضوء على النضال للحفاظ على الهوية والبقاء وسط المحن.
ما عاناه السريان والكشميريون ليس سوى مثالين من أمثلة عديدة لمجتمعات عبر التاريخ اضطروا للقتال من أجل البقاء.
هل هناك رسالة أخيرة تودين إيصالها للجمهور السرياني أو للعالم حول “مملكة الزعفران”؟
صناعة الأفلام وسرد القصص هما من أقوى الوسائل لتسليط الضوء على معاناة الأفراد والمجتمعات بأكملها. تعاملت مع هذا الدور بإحساس عميق بالمسؤولية، ليس فقط تجاه شخصية “مسرات”، ولكن أيضاً تجاه القصة الأكبر التي يرويها الفيلم.
جميع المشاركين في هذا المشروع – من طاقم العمل المخلص والممثلين الموهوبين والمنتجين الرائعين والكتاب المبدعين والمخرج الشغوف – عملوا معاً لصنع عمل يتجاوز مجرد كونه فيلماً.
هذا الفيلم يحمل أهمية خاصة بالنسبة لي، وأنا فخورة جداً بأنني كنت جزءاً منه. “مملكة الزعفران” هو أحد أعظم إنجازات حياتي. كوني سريانية (سريَيتو ) من جذور تعود إلى مديات، تركيا، كان شرفاً لي أن أشارك في رواية قصة تتصل بعمق بجذوري الخاصة.
مثل “مسرات”، أعتبر نفسي شخصاً يمهد الطريق، شخصًا يخوض المخاطر ويسلك الطرق الأقل تقليدية. آمل أن يكون تفاني وعملِي في هذا الفيلم مصدر فخر للمجتمع السرياني في جميع أنحاء العالم.
الجيش العراقي يسحب قواته من قضاء شنكال
شنكال – العراق – عقبَ إصابةِ ثلاثة مقاتلين من وحداتِ حماية شنكال، وأسرِ خمسة آ…