الإدارة الذاتية الديمقراطية تجري لقاءات في فرنسا وتنتقد تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني

سيرياك برس
باريس، فرنسا — أجرى وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا سلسلة لقاءات هامة في فرنسا، شملت أعضاء مجلس النواب والشيوخ وممثلين عن الأحزاب السياسية. وناقش الوفد التطورات السياسية في سوريا، منتقداً طريقة تشكيل اللجنة التحضيرية لـ “مؤتمر الحوار الوطني”، كما تناول الدور السلبي الذي تلعبه تركيا في المشهد السوري الراهن.

لقاءات مع مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية
ضم الوفد كلاً من نظيرة كورية، ممثلة لجنة علاقات حزب الاتحاد السرياني، إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، وعبد الكريم عمر، ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا، إضافة إلى كريم قمر، ممثل الإدارة الذاتية في فرنسا.
التقى الوفد بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية، من بينهم ريمي فيرود، وهيلين كونواي موريه، وجنيفيير غاريغوس، وديلان بوتيفلات من الحزب الاشتراكي، إضافة إلى نواب من حزب فرنسا الأبية، التحالف الأخضر، والحزب الشيوعي.

انتقادات لطريقة تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني
خلال اللقاءات، أعرب وفد الإدارة الذاتية عن رفضه لطريقة تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري، مشيراً إلى أن اللجنة المعيّنة من قبل دمشق ليست تمثيلية، وأنها تكرّس نهج النظام السوري السابق في فرض الإرادة السياسية دون إشراك المكونات المجتمعية الحقيقية.
وشدد الوفد على ضرورة أن تكون اللجنة منتخبة من قبل السوريين، وليس قائمة على تعيين شخصيات تمثل السلطة بدلاً من تمثيل المجتمعات، معتبراً أن هذه الآلية تدفع البلاد نحو نظام استبدادي بدلاً من التأسيس لحل ديمقراطي حقيقي.

أهمية دور الإدارة الذاتية في مستقبل سوريا
أكد وفد الإدارة الذاتية أن المؤسسات السياسية لشمال وشرق سوريا يجب أن تكون جزءاً من سوريا ديمقراطية ولا مركزية، مشددًا على أهمية الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية خلال المرحلة الانتقالية، في ظل تصاعد نشاط تنظيم داعش وخلاياه النائمة في مناطق متفرقة من البلاد.
كما أشار الوفد إلى أن “هيئة تحرير الشام” غير قادرة على مواجهة داعش عسكرياً، ما يستدعي استمرار دور التحالف الدولي، الذي تُعد فرنسا جزءاً أساسياً منه.

الدور التركي في الأزمة السورية
تطرقت اللقاءات أيضاً إلى الدور السلبي الذي تلعبه تركيا في شمال سوريا، حيث استعرض أعضاء الوفد الهجمات المستمرة التي تشنها أنقرة على مناطق الإدارة الذاتية، إلى جانب مساعيها لعقد تحالفات مع دول إقليمية مثل العراق وسوريا والأردن والسعودية، تحت ذريعة محاربة داعش، بينما يهدف تحركها الحقيقي إلى القضاء على قوات سوريا الديمقراطية وإفشال مشروع الإدارة الذاتية الذي يمثل إرادة شعوب المنطقة.