اللغة السريانية .. جذرٌ لشعبٍ أصيل
امير بولص إبراهيم
تعتبر اللغة السريانية من اللغات العريقة جداً والموغلة في القدم .. بها تكلم السيد المسيح مبشراً برسالته الإنسانية . وهي تاريخ وهوية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي اوجده التاريخ في الشرق وخاصة في بلاد بيث نهرين وايران وجنوب تركيا . حيث تكلم بها شعبنا في القرن الرابع الميلادي حيث كانت تُعرف قبل ذلك باللغة الآرامية .وبالإضافة لكونها لغة التخاطب في مجتمعاتنا فهي ايضاً لغة الطقوس الكنسية .
تنقسَم اللغة السريانية إلى قسمين من حيث الكتابة : الشرقية والغربية. فيمكن كتابتها بخط شرقي وخط غربي، بالإضافة إلى الخط الأسطرنجيلي القديم المشترك بين الاثنين .وللغة السريانية مخطوطاتها ومصادرها الدينية والأدبية واقدم هذه المخطوطات يمتد تاريخها الى (2000) سنة وفيها من المفردات المميزة التيس جعلت بقية اللغات تتأثر بها واقرب اللغات تلك اللغة العربية حيث نرى الخط الكوفي العربي قد اشتق من الخط السرياني الاسطرنجيلي ومن حيث القواعد اللغوية نجد الكثير من اللغات تشترك فيها معها .وبعد الترجمات البسيطة للكتاب المقدس والاعمال الأدبية التي كُتبت باللغة السريانية من قبل الآباء الكهنة قد أدت الى تطور اللغة السريانية .وبالتالي لا يمكن انكار أهمية اللغة السريانية فهي كانت من اساسيات نجاح الكثير من الحضارات والثقافات من خلال ما قدمته تراجم وبحوث لتلك الحضارات .
مما تقدم نلاحظ ان اللغة السريانية بعراقتها واهميتها بين اللغات الأخرى بل تميزها عنها هي بمثابة جذر لشعب اصيل يتشبث بأرضه محاولاً الحفاظ على تواجده من خلال ابراز لغته كهوية تُثبت تاريخ تواجده في بيث نهرين منذ الاف السنين ويحاول جاهداً ان تبقى تلك الجذور ترفد اجياله بحب لغتهم الاصلية والتحدث بها وكتابتها وتعلمها وهذا ما تحاوله المؤسسات الكنسية والمراكز الثقافية من خلال إقامة الدورات لتعلم السريانية لمراحل عمرية تبدأ من تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وكذلك إقامة دورات لمحو الامية في تعلم اللغة السريانية .
اخيراً تبقى اللغة السريانية لغة الطقوس الكنسية ولغة ثقافة وادب لشعبنا
الذي يُقارع كل من يحاول ان يمسح تأريخ هذا الشعب ولن تتلاشى من صفحات المخطوطات والكتب بل ستكون صدى لصوت شعبنا الذي يتجذر في ارضه لأثبات أن تواجده له جذر وهذا الجذر هو لغته العريقة الموغلة في القِدَم .
أمير بولس إبراهيم هو كاتب، ويستضيف برنامجًا تلفزيونيًا مرتين في الأسبوع على قناة سورويو التلفزيونية، ويعيش في بلدة باريتلي السريانية في سهل نينوى في العراق.
منتدى «المعتقد والوطن» في زالين يُجسّد شراكة المكونات لبناء سوريا الجديدة
زالين (القامشلي)، شمال وشرق سوريا — نظّم مجلس الأديان والمعتقدات التابع للإدارة الذاتية ال…