الدكتور أمين إسكندر يلقي خطابًا باسم الاتحاد السرياني العالمي داعيًا إلى الفدرالية للحفاظ على الهوية المسيحية في لبنان خلال مؤتمر بودابست
بودابست – خلال مشاركته في مؤتمر “مستقبل لبنان من منظور مسيحي”, ألقى الدكتور أمين إسكندر، ممثلًا عن حزب الاتحاد السرياني العالمي ورئيسه إبراهيم مراد, خطابًا تناول التحديات التي تواجه المجتمع المسيحي في لبنان. وقد رسم الخطاب صورة للوضع القائم، مسلطًا الضوء على التهميش المنهجي، والصراعات التاريخية، والطريق نحو الحفاظ على الهوية المسيحية من خلال تبني النظام الفدرالي.
التاريخ والتهميش الممنهج
استهل الدكتور إسكندر خطابه بالتذكير بتأسيس لبنان عام 1920، مشيرًا إلى أن الكيان اللبناني واجه منذ نشأته رفضًا من جهات اعتبرته كيانًا مصطنعًا لا ينسجم مع رؤية “الأمة الإسلامية” أو مشروع “الدولة العربية الكبرى”. واستعرض تاريخًا طويلًا من الاضطهاد، بدأ منذ عام 1925، حيث شهدت الطائفة المسيحية مجازر متكررة ومحاولات مستمرة لإضعاف وجودها.
وتناول الدكتور إسكندر الضغوط الداخلية والخارجية التي ساهمت في تراجع الوجود المسيحي وتأثيره في لبنان، مستشهدًا بمحطات مفصلية مثل:
مجزرة الدامور عام 1976، التي شكلت جزءًا من عملية تهجير ممنهجة للمسيحيين.
الاحتلال السوري للبنان لمدة 30 عامًا, والذي أدى إلى إضعاف المؤسسات المسيحية ونقل السلطة السياسية بعيدًا عن المكون المسيحي.
الأزمة الاقتصادية منذ 2019, وخاصة انهيار القطاع المصرفي، الذي أثر بشكل كبير على الطبقة الوسطى المسيحية، ما أدى إلى موجة هجرة واسعة.
التجنيس العشوائي لغير اللبنانيين, مما أخلّ بالتوازن الديمغرافي لصالح مكونات أخرى.
اتفاق الطائف عام 1989, الذي رسّخ الهوية العربية للبنان، وأضعف الدور السياسي المسيحي، لا سيما عبر تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية.
انفجار مرفأ بيروت عام 2020, الذي وصفه بأنه نتيجة عقود من الإهمال والعداء، حيث دمّر قلب العاصمة بمؤسساتها الثقافية والاقتصادية.
الدعوة إلى الفدرالية كحل وحيد
أكد الدكتور إسكندر أن الخلل الديمغرافي المتزايد بين المسيحيين والمسلمين جعل بقاء المجتمع المسيحي أكثر هشاشة من أي وقت مضى. كما حذّر من “الاستراتيجية الجديدة للإسلاميين”, الذين يستخدمون مفاهيم غربية مثل الديمقراطية، والعلمانية، وإلغاء الطائفية، كوسيلة لتهميش المسيحيين عبر إزالة الضمانات التمثيلية في الحكم.
وللتصدي لهذه “الاستراتيجية الشيطانية”, دعا الدكتور إسكندر إلى اعتماد النظام الفدرالي كحل وحيد لضمان بقاء المسيحيين في لبنان. وطرح رؤية لفدرالية جغرافية وثقافية تتجاوز الاعتبارات العددية، وتحترم التنوع، وتعزز التعايش المشترك. كما استشهد بالتعاليم الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية لعام 1935، التي تدعم الفدرالية كآلية للحفاظ على هوية المجتمعات المختلفة، مع تعزيز التعاون فيما بينها.
ضرورة الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان
اختتم الدكتور إسكندر خطابه بنداء عاجل للحفاظ على التوازن الديمغرافي المسيحي في لبنان، داعيًا إلى إعادة تصور هيكلية الحكم لضمان بقاء المسيحيين عنصرًا أساسيًا في مستقبل البلاد. كما حذّر من أن أي تأخير في اتخاذ خطوات جذرية قد يؤدي إلى زوال الإرث المسيحي للبنان بالكامل.
وقد جمع مؤتمر بودابست نخبة من الأكاديميين، والقادة السياسيين، والنشطاء لمناقشة التحديات التي تواجه المسيحيين في لبنان. وكان خطاب الدكتور إسكندر بمثابة جرس إنذار، داعيًا إلى إصلاحات هيكلية، وجهود مكثفة لحماية الهوية التعددية للبنان.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية والانهيار السياسي الذي يعيشه لبنان، قد تعيد دعوة الدكتور إسكندر إلى الفدرالية إحياء النقاش حول أفضل السبل للحفاظ على النسيج الثقافي الفريد للبلاد
للمقالة باللغة الانجليزية انظر هنا
إصلاحات أم تهدئة؟ احتجاجات عنكاوا تتصاعد رغم وعود حكومة كردستان
عنكاوا، إقليم كردستان العراق – وسط احتجاجات متصاعدة في عنكاوا، أعلنت حكومة إقليم كردستان ت…