العراق يواجه تحديات اجتماعية وسياسية عميقة.. جوزيف صليوا يحذّر
سهل نينوى
حذّر جوزيف صليوا، رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، من أن العراق يواجه تحديات اجتماعية وسياسية خطيرة، مما يزيد من تعقيد استقراره.
وفي مقابلة مع وكالة فيديو أجانسيا، سلّط صليوا الضوء على الإهمال الكبير الذي يعاني منه المقاتلون الذين ضحّوا من أجل الأمن والاستقرار. وأوضح أن هؤلاء الأفراد لم يحصلوا على التقدير المستحق، حيث تعاني بعض الجهات المسؤولة من التقصير في صرف رواتبهم ومنحهم الاعتراف الرسمي.
خيانة سنجار وسهل نينوى
أشار صليوا إلى الأحداث المأساوية لعام 2014، عندما تُركت المجتمعات المسيحية والإيزيدية في سنجار وسهل نينوى دون حماية، ما أدى إلى اجتياح تنظيم داعش لهذه المناطق.
وأكد أن هذه المناطق تعرضت لخيانة كبيرة من قبل القوات الأمنية، بما في ذلك البيشمركة، التي فشلت في الدفاع عنها بشكل كامل. وعندما اجتاح داعش المنطقة، قُتل الآلاف، وخُطف آخرون، فيما تم رفض منح الإيزيديين والمسيحيين أسلحة للدفاع عن أنفسهم، ما تركهم عرضة للجرائم والانتهاكات الوحشية التي شملت القتل والتهجير الجماعي واستعباد النساء.
وأضاف صليوا: “هذه الخيانة تركت جروحًا عميقة في قلوب الناس، وساهمت في تصاعد التوترات الاجتماعية والسياسية في البلاد.”
وضع المسيحيين في العراق اليوم
يُقدّر عدد المسيحيين في العراق اليوم بحوالي 300 ألف شخص فقط، في تراجع كبير عن تعدادهم السابق الذي كان يتجاوز 1.5 مليون قبل عام 2003.
ورغم تواجدهم التاريخي في العراق، إلا أن المسيحيين لا يمتلكون قوات عسكرية مستقلة تحميهم، بل توجد مجموعات تحمل اسمهم لكنها خاضعة لقرارات سياسية كردية وشيعية، وهو ما اعتبره صليوا استمرارًا لاضطهادهم السياسي.
أما فيما يخص الحكم الذاتي لسهل نينوى، فلا تزال الجهود في هذا المجال متوقفة، دون تحقيق أي تقدم يذكر نحو إقامة إدارة ذاتية أو توفير حماية حقيقية للمسيحيين.
الرواتب الحكومية رهينة الابتزاز السياسي
تطرّق صليوا أيضًا إلى قضية تأخير أو عدم تحويل رواتب الموظفين الحكوميين في إقليم كردستان، واصفًا ذلك بأنه تكتيك سياسي غير أخلاقي.
وأوضح أن الحكومة الاتحادية في بغداد ترفض تحويل الرواتب إلى حكومة إقليم كردستان ما لم تلتزم الأخيرة باتفاقات تقاسم عائدات النفط، مما حوّل رواتب الموظفين إلى ورقة مساومة سياسية، تاركًا آلاف العائلات في حالة من عدم اليقين المالي.
وقال صليوا: “لقد تحوّلت هذه القضية من حق طبيعي إلى أداة للابتزاز والاستغلال السياسي.” وأضاف: “هذا يتعارض مع القيم الأخلاقية والإنسانية، لأن الموظفين يعتمدون كليًا على هذه الرواتب لتأمين معيشتهم اليومية.”
كما أشار إلى أن بعض الأطراف السياسية تستخدم تأخير الرواتب كوسيلة للتلاعب بالموظفين وإجبارهم على دعم جهات معينة في الانتخابات، وهو ما اعتبره تلاعبًا غير مقبول بمصير المواطنين.
دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة
في ختام حديثه، دعا صليوا المسؤولين العراقيين إلى اتخاذ إجراءات جدّية وفورية لمعالجة هذه القضايا.
وشدّد على ضرورة الاعتراف بتضحيات المقاتلين، وحماية حقوق الأقليات، وضمان حوكمة شفافة وعادلة تعطي الأولوية لحقوق جميع العراقيين.
ومع استمرار العراق في مواجهة الاضطرابات السياسية والتحديات الأمنية، تعكس تصريحات صليوا الحاجة الملحّة إلى إصلاحات جوهرية في السياسات الأمنية والاقتصادية لإنهاء الممارسات التي تعمّق الأزمات بدلاً من حلّها.
للمقالة باللغة الانجليزية انظر هنا
تهاني بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيس مجلس بيث نهرين القومي
بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مجلس بيث نهرين القومي، هنأ حزب بيت نهرين الديمقراطي…