اكتشاف أثري جديد يوضح الجذور السريانية لمدينة الرها

بعد ثمانية أعوامٍ من بدء الحفريات في منطقة مشروع “رداء القلعة”، بمنطقة “باليك ليكول” في “الرها” السريانية في تركيا، فُتِحَت أبواب ألفٍ وثمانِمائة عامٍ من تاريخ المدينة العريق، والذي يعود لحضارات شعبنا السرياني الكلداني الآشوري. 

حيث تم الكشف عن فسيفساء جديدة تزين أرضية مقبرة من القرن السادس الميلادي، والتي تعود لعائلة “كاديا” gadya، التي عاشت خلال أوائل القرن الثالث الميلادي. 

وبالإضافة للفسيفساء، كشفت الحفريات عن اثنتين وسبعين مقبرةً صخرية، وخمسَ لوحاتٍ فسيفسائية أرضية تعود إلى روما القديمة ومملكة إديسا. 

وفي حين تكشف هذه الفسيفساء عن نمط الحياة والثقافة في تلك الفترة، فإن فسيفساء عائلة “كاديا” على وجه الخصوص، تجذب الانتباه. 

تحتوي الفسيفساء على تماثيلَ نصفيةٍ واقعيةٍ مفصلةٍ لأربعة أشخاص، يُعتقد أنهم أعضاءُ في عائلةِ “كاديا” 

وتأخذ هذه الأشكالُ المرسومة على خلفيةٍ بيضاءَ داخل إطاراتٍ سوداء، تأخذ من يراها إلى أعماق الماضي، وفي النقش السرياني على الفسيفساء، تظهر هويات الشخصيات والعلاقات فيما بينها بشكل واضح، إذ يظهر على اليسار تمثال “كاديا” رب الأسرة وصاحب المقبرة، وزوجته “أمّا” Amma، في حين توصف مهنةُ “كاديا” بأنه كاتب. 

وفي الإطار الأيسر السفلي، هناك تمثال نصفي لـ “أفتوحا” ابن “كاديا”، وزوجته “مجدل“ 

فسيفساء عائلة “كاديا” لا تروي تاريخًا يمتد على مدار ألفٍ وثمانِمائةِ عام فحسب، بل تكشف من جديد عن الكنز الثقافي لـ “الرها”، وتفتح أبوابًا جديدة لتاريخِ المنطقة الغني.