بعد اتهامه بتصريحات لم يدلِ بها.. اعتقال الرئيس السابق لبلدية صدد
حموث، سوريا – في تحرك مثير للجدل، اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية سليمان الخليل، رئيس بلدية صدد المسيحية السابق في محافظة حموث (حمص)، بتاريخ الثامن من شباط عام الفين وخمسة وعشرين. وقد أثار هذا الاعتقال غضبًا واسعًا بين منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات السريانية، التي تؤكد أن الخليل يُستهدف بسبب دوره السابق في الدفاع عن بلدة صدد ضد هجمات داعش.
الاعتقال وتفتيش المنزل
بحسب شهود عيان، وصلت القوى الأمنية إلى منزل الخليل في صدد ومعها مذكرة اعتقال صادرة عن النائب العام. وبعد اقتياده، قامت العناصر الأمنية بتفتيش المنزل بحثًا عن أسلحة، بل وصل بهم الأمر إلى حفر حفرة داخله في محاولة فاشلة لاكتشاف أي قطع سلاح. بعدها، تم نقله مباشرة إلى فرع الأمن العسكري في حموث (حمص)، لكن منذ ذلك الحين، لم تعترف السلطات بوجوده لديها ولم يتم الكشف عن أي تهم رسمية موجهة إليه.
ترجمة خاطئة تسببت في اعتقاله؟
يُعتقد على نطاق واسع أن اعتقال الخليل مرتبط بتحريف تصريحاته خلال مقابلة أجراها عام الفين وثلاثة وعشرين مع اليوتيوبر الأمريكي درو بينسكي. في تلك المقابلة، تحدث مجازيًا عن وحشية الحرب، مشيرًا إلى أن الحرب قد تسلب الإنسان إنسانيته، وقد تدفعه لاتخاذ قرارات صعبة، مثل قتل امرأة حامل إذا كانت تحمل متفجرات.
لكن، ترجمة خاطئة لكلامه شوهت المعنى الأصلي، وادعت أنه يؤيد قتل النساء الحوامل عمومًا، مما أدى إلى توجيه اتهامات خطيرة ضده.
وفي محاولة لدحض هذه الادعاءات، لجأ فريق الدفاع عن الخليل إلى ترجمان محلف في درامسوق (دمشق)، الذي قدم ترجمة دقيقة تثبت عدم صحة الاتهامات. إلا أن السلطات غيرت مسار القضية، وبدلاً من اتهامه بتصريحاته، وجهت له تهمة حمل السلاح والتصدي لداعش، رغم أن كل الأدلة تثبت أنه لم يشارك في القتال بشكل مباشر.
بطل صدد أم ضحية تصفية حسابات؟
رغم أن الخليل لم يكن مقاتلًا مسلحًا، إلا أنه كان يشغل منصب رئيس البلدية وقائد عمليات الدفاع عن صدد خلال هجوم داعش عام الفين وثلاثة عشر. ومن موقعه، ساهم في تنظيم جهود الدفاع المحلية لمنع التنظيم الإرهابي من اقتحام البلدة وارتكاب المجازر. ويُجمع العديد من أهالي البلدة على أن قراراته ساهمت بشكل كبير في منع سقوط صدد بيد داعش.
ويرى مراقبون أن اعتقال الخليل قد يكون جزءًا من حملة انتقام سياسي. فبصفته معارضًا سابقًا للحكومة السورية وعضوًا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، كان له موقف مستقل قد يكون سببًا في استهدافه في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا.
قلق متزايد بين المسيحيين في سوريا
أثار اعتقال الخليل مخاوف متصاعدة بين المجتمعات المسيحية السورية، خصوصًا في البلدات السريانية التاريخية مثل صدد، حيث يشعر السكان بأنهم يواجهون تهميشًا متزايدًا. ويخشى كثيرون من أن بعض العناصر المرتبطة سابقًا بداعش، والتي أُعيد دمجها في الأجهزة الأمنية السورية، قد تكون وراء حملة انتقامية ضد من تصدوا لهم في الماضي.
وفي ظل استمرار احتجاز الخليل دون محاكمة أو توضيح رسمي، تتزايد الضغوط على السلطات السورية للإفراج عنه فورًا. وتطالب منظمات حقوق الإنسان والهيئات السياسية السريانية بإجراء تحقيق مستقل في قضيته، محذرة من أن اعتقاله يبدو أشبه بمحاولة لتصفية الحسابات السياسية بدلاً من تحقيق العدالة
سوريا: مطالبات في السويداء بفتح معبر إنساني لتأمين احتياجات المدنيين
السويداء، سوريا- بعد سلسلة من الاعتداءات التي طالت الأهالي في مدينة السويداء، وجه عدد من ا…