08/03/2025

المرأة السريانية: حارسة التراث وصانعة المستقبل

سميراميس قريو  

المرأة السريانية لعبت دورًا مهمًا في المجتمعات الإنسانية عبر الزمن، وتمتلك إرادة حرة وشخصية قوية. هي التي حافظت 

 على التراث والثقافة السريانية وتُعتبر الركيزة الأساسية في نقله للأجيال القادمة. 

ساهمت المرأة السريانية في التعليم والتربية عبر الأديرة، حيث كانت تلك الأديرة مؤسسات ومراكز تعليمية وعلمية. عملت الراهبات على نسخ وترجمة النصوص الدينية والأدبية والعلمية، ومن خلال الحفاظ على المخطوطات القديمة وترجمتها، نُقلت الثقافة السريانية إلى الأجيال جيلًا بعد جيل. الفضل في الحفاظ على اللغة السريانية والعادات والتقاليد السريانية يعود إلى المرأة السريانية. 

بالإضافة إلى ذلك، تتحلى المرأة السريانية بقيم العائلة والتعاون والمشاركة المجتمعية. تُعتبر العائلة جزءًا لا يتجزأ من حياتها، وتلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على التقاليد والأعراف الاجتماعية. واصلت النساء السريانيات دورهن كحاميات للتراث الثقافي من خلال الفنون والأدب والتعليم، والعديد منهن أصبحن شاعرات وكاتبات وفنانات يُسهمن في تعزيز الهوية الثقافية السريانية على نطاق عالمي. 

تجسد المرأة السريانية الكثير من القيم والصفات التي تميز ثقافتها الأصيلة، والتي تشكلت عبر قرون من التاريخ. وقد صمدت في وجه التحديات والصعوبات التي واجهتها عبر الزمن، ومنها مذابح السيفو عام 1915 التي ارتكبتها الدولة العثمانية ومرتزقتها ضد الشعب السرياني الكلداني الآشوري. تركت تلك المجازر أثرًا عميقًا على الشعب السرياني عامةً، وعلى المرأة السريانية خاصةً. 

رغم الجراح العميقة، أثبتت المرأة السريانية قوتها وشجاعتها وإرادتها على البقاء. فقد أنشأت جيلًا جديدًا من المقاومين المسلحين بالعلم والفكر، وساهمت في إعالة أسرتها وتقوية مجتمعها اقتصاديًا، وعملت جنبًا إلى جنب مع الرجل. 

المرأة السريانية قادرة على العطاء في أي مجتمع توجد فيه. ومنذ عام 2005، عززت مكانتها وتمكنت من اللحاق بالمجتمعات المتقدمة، حيث أسست منظمة نسائية في سوريا. وفي 20 يوليو 2013، عُقد المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد النسائي السرياني في سوريا. منذ ذلك الحين، تولت المرأة السريانية مسؤوليات سياسية واجتماعية، وشاركت في المحافل الدولية والمحلية. كما تسلمت مناصب في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وأصبحت صاحبة قرار رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها. واليوم، نراها رئيسة مشتركة ونائبة في الإدارة، وحتى مقاتلة عسكرية تدافع عن الوطن السوري ضد الإرهاب. 

باختصار، تُجسد المرأة السريانية الروح الحقيقية للثقافة السريانية من خلال أصالتها وتعليمها وإبداعها في الفنون والأدب، بالإضافة إلى قيمها الاجتماعية وصمودها الإداري والسياسي والعسكري في وجه كل التحديات، بدءًا من مذابح السيفو وحتى الأزمة السورية الحالية. 

‫شاهد أيضًا‬

شبيبة بيث نهرين تقيم محاضرة بعنوان “التنظيم”

بغديدا (قرقوش)، سهل نينوى — أقامت شبيبة بيث نهرين محاضرة تثقيفية بعنوان “التنظيمR…