الحكومة الإنتقالية ومجتمع الدروز في السويداء يتوصلان إلى اتفاق لدمج المحافظة في مؤسسات الدولة
السويداء، درامسوق —
في تطور لافت، توصلت الحكومة السورية الإنتقالية إلى اتفاق مع وجهاء وأعيان محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، يهدف إلى دمج المحافظة بشكل كامل في مؤسسات الدولة السورية. يأتي هذا الاتفاق في إطار جهود تعزيز الاستقرار في المنطقة التي شهدت توترات متقطعة في السنوات الأخيرة.
أبرز بنود الاتفاق
يتضمن الاتفاق عدة بنود رئيسية تهدف إلى تحقيق توازن بين الحكم المحلي والإدارة المركزية:
الأجهزة الأمنية: إلحاق الأجهزة الأمنية في السويداء بوزارة الداخلية السورية، مع التأكيد على أن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء المحافظة.
تعيين المسؤولين: تحتفظ الحكومة السورية بحق تعيين محافظ وقائد شرطة للسويداء، دون اشتراط أن يكونا من أبناء المحافظة أو من الطائفة الدرزية، مما يعكس سعياً لدمج الممارسات الإدارية المحلية والوطنية.
مجتمع الدروز في سوريا
الدروز هم مجموعة إثنية دينية فريدة يتواجدون بشكل رئيسي في سوريا ولبنان وإسرائيل. في سوريا، يشكلون حوالي ثلاثة فاصلة اثنين بالمئة من السكان، ويتمركز معظمهم في محافظة السويداء، المعروفة أيضاً بجبل الدروز. تاريخياً، حافظ الدروز على درجة من الاستقلالية وعُرفوا بمواقفهم المستقلة في خضم الصراعات الإقليمية.
خلال فترة الانتداب الفرنسي عام ألف وتسعمائة و خمسة وعشرين، قاد الدروز، تحت زعامة سلطان الأطرش، ثورة كبرى ضد الحكم الاستعماري، مؤكّدين رغبتهم في الحكم الذاتي. في الأزمنة المعاصرة، سعى المجتمع الدرزي إلى الحفاظ على استقلاليته وحماية هويته الثقافية وسط الضغوط من مختلف الأطراف، بما في ذلك الحكومة السورية والجماعات المتطرفة.
التطورات الأخيرة التي أدت إلى الاتفاق
منذ اندلاع الصراع السوري عام ألفين وأحد عشر، تأثر المجتمع الدرزي بشكل كبير. في حين دعم بعض الدروز الحكومة، فضل آخرون البقاء على الحياد أو عارضوا النظام والفصائل المتطرفة على حد سواء، مما أدى إلى تعقيد العلاقات مع الحكومة المركزية.
في السنوات الأخيرة، شهدت السويداء اضطرابات متقطعة نتيجة الصعوبات الاقتصادية والمخاوف الأمنية. ظهرت فصائل مسلحة محلية بهدف حماية المجتمع من التهديدات الخارجية. يسعى الاتفاق الجديد إلى دمج هذه الفصائل في الأجهزة الأمنية الرسمية، مما يضفي طابعاً رسمياً على أدوارها ويعالج المطالب المستمرة بالتمثيل المحلي في المسائل الأمنية.
تداعيات الاتفاق على المشهد السياسي السوري
يمثل هذا الاتفاق مع المجتمع الدرزي لحظة محورية في جهود سوريا لتحقيق الاستقرار وتوحيد البلاد بعد الصراع. من خلال معالجة الاحتياجات والمخاوف الفريدة للأقليات مثل الدروز، تهدف الحكومة السورية إلى تعزيز التماسك الوطني مع احترام الهويات الإقليمية. يمكن أن يشكل دمج السويداء في مؤسسات الدولة، مع منحها قدراً من الحكم الذاتي المحلي، نموذجاً للمناطق الأخرى التي تسعى إلى ترتيبات مماثلة.
مع ذلك، فإن نجاح هذا الاتفاق يعتمد بشكل كبير على تنفيذه والتعاون المستمر بين القادة المحليين والحكومة المركزية. سيكون من الضروري أن يحترم المسؤولون المعينون ويفهموا الديناميات الثقافية والاجتماعية لمجتمع الدروز للحفاظ على الثقة والحكم الفعّال.
ردود الفعل الإقليمية وآفاق المستقبل
تراقب المجتمع الدولي هذه التطورات عن كثب، لا سيما الدول المجاورة التي لها مصالح في استقرار سوريا. قد يخفف التركيز في الاتفاق على الشرطة والإدارة المحلية من بعض المخاوف الإقليمية بشأن تجاوزات السلطة المركزية، مما يمهد الطريق لجهود مصالحة أوسع داخل سوريا.
مع استمرار سوريا في مسيرتها نحو إعادة الإعمار والمصالحة، تسلط اتفاقيات مثل هذه مع المجتمع الدرزي الضوء على التوازن الدقيق بين الوحدة الوطنية والحكم الذاتي الإقليمي. ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تقييم فعالية هذا النهج وإمكانية تكراره في أجزاء أخرى من البلاد
مؤسسة أولف تاو تبدأ نشاطها الصيفي لتعليم اللغة السريانية للأطفال
زالين- (القامشلي)- في إطار سعيها لحماية اللغة السريانية والاهتمام بالطفولة، بدأت مؤسسة أول…