النائب السرياني يوسف أيدين: يجب الاعتراف بالمسيحيين كشعب أصيل في سوريا
ستوكهولم
عانى السريان المسيحيون (الآراميون – الآشوريون – الكلدان) في العراق وسوريا الكثير خلال العقود القليلة الماضية. وبالطبع، يشترك السريان في هذه المعاناة مع مجموعات سكانية أخرى، لكن وضعهم أكثر خطورة، كما يتضح من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس هذا الأسبوع، حيث قال:
“نتيجة غزوِنا للعراق أننا دمّرنا واحدة من أعظم المجتمعات المسيحية التاريخية في العالم. لا نريد أن نسمح بحدوث ذلك مجددًا في سوريا.”
خلال الـخمسة وعشرين الى خمسة وثلاثين عامًا الماضية، انخفض عدد السريان في العراق وسوريا كنسبة من السكان بشكل حاد، ليصبحوا مجرد نسبة ضئيلة جدًا من المجتمع.
وصف النائب السرياني في البرلمان السويدي، يوسف أيدين (عن الحزب الديمقراطي المسيحي)، الوضع الذي يعيشه مسيحيو سوريا اليوم بأنه “أوقات حاسمة”، وذلك في حديثه مع صحيفة السويدية داجنز وأشار إلى المجازر الأخيرة التي استهدفت العلويين والمسيحيين في الساحل السوري، معتبرًا أنها نذير شؤم جديد يهدد وجود الأقليات غير المسلمة، ويعيد إلى الأذهان الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلال العقد الماضي، والتي جلبت الدمار والكارثة للمجتمعات غير المسلمة.
دور المسيحيين في مستقبل سوريا
بالنسبة للنائب يوسف أيدين، المسؤول عن ملف المسيحيين المضطهدين داخل الحزب الديمقراطي المسيحي، فإن السنوات القادمة ستكون حاسمة.
هل سيتمكن المسيحيون، والسريان، والإيزيديون، وغيرهم من الأقليات غير المسلمة من العيش في سوريا ديمقراطية تحفظ لهم هويتهم ودينهم، وتتيح لهم إمكاناتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية؟ أم سيبقون على هامش المجتمع كمواطنين من الدرجة الثانية (أهل ذمة) تحت حكم رئيس مسلم، في إطار “الجمهورية العربية السورية”؟
يرى أيدين أن الإعلان الأخير عن مسودة الدستور الجديد يشير إلى الاحتمال الثاني، قائلًا:
“أعتقد أن هذا أمر مقلق ومشكلة حقيقية. عندما تحدد مسبقًا من يحق له الترشح للرئاسة وتعلن أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، فإن ذلك بحد ذاته تمييزٌ صارخ. فكيف سيتم التعامل مع الأقليات وضمان مشاركتها حينها؟”
وأكد النائب على أهمية ضمان مشاركة المسيحيين في سوريا (الذين ينتمي أغلبهم إلى الكنائس الرومية (اليونانية) الأرثوذكسية، الملكية الأرثوذكسية، والسريانية الأرثوذكسية) في عملية صياغة الدستور، لأن مستقبلهم مرتبط مباشرة بمخرجات هذه العملية.
كما شدد أيدين على أن المسيحيين يجب أن يُعترف بهم كشعب أصيل في سوريا، مما يمنحهم حقوقًا محددة تساعدهم في الحفاظ على وجودهم في موطنهم التاريخي الممتد لآلاف السنين.
“إذا لم يُتخذ أي إجراء، فقد نشهد شرقًا أوسط بلا مسيحيين”
لكن، وفقًا لأيدين، الآفاق ليست مبشّرة. فقد هاجر هو نفسه من موطن السريان في طور عبدين بتركيا بعد مقتل والده في انفجار لغم أرضي. ويرى أن الخطر الأكبر الذي يواجه المسيحيين في المنطقة هو استمرار نزيف الهجرة، نتيجة التطورات الأخيرة.
“إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات، فقد نجد أنفسنا قريبًا أمام شرق أوسط خالٍ من المسيحيين،” يحذر أيدين.
لذلك، يدعو النائب السرياني الحكومة السويدية إلى الاعتراف العاجل بأن مسيحيي سوريا مضطهدون ويواجهون خطر الزوال. كما يطالبها بالعمل بجدية على تعزيز الديمقراطية في سوريا، واستخدام كل الوسائل المتاحة، سواء على المستوى الثنائي أو الدولي، لمواصلة الضغط على الحكومة الانتقالية السورية.
“إذا لم يحدث ذلك، فسيكون التزام السويد المعلن بالترويج للحرية الدينية الدولية مجرد شعار فارغ.”
للمقالة باللغة الإنجليزية انظر هنا
المجلس الوطني المشرقي يرحب بقرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا
دارمسوق (دمشق) – رحب المجلس الوطني المشرقي بقرار الرئيس الأمريكي الخاص برفع العقوبات…