23/03/2025

احمد الشرع ” جولاني ” و امكانية ادارة دولة سوريا بمفهومها العصري تجربة العراق مثالاً

جوزيف صليوانائب سابق و رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني


مما لا شك فيه ان احد تعاريف الدولة بمفهومها العصري ” هي حدود جغرافية معينة فيها تضاريس مختلفة من الأنهر ، بحار ، جبال ، سهول ، سماء.. تعيش عليها في هذه الجغرافية مجاميع بشرية تحمل هويات دينية ، فكرية ، طائفية ، قومية .. و مؤسسات معنوية لها فلسفة ادارة الدولة . لكن هذه التضاريس لا تحمل هوية دينية و لا عقائدية و لا باستطاعتها أن تحملها . واقع دولة سوريا ( الذي اتخذ من السريان إسماً لها ) و لبلاد ما بين النهرين واقع متشابه من حيث التركيبة التعددية السكانية . الشعوب تحمل هويات دينية و قومية و عقائدية مختلفة .

في العراق اعطى الدستور للدولة العراقية هوية دينية إسلامية بالرغم من الشعب يحمل هويات دينية مختلفة .. مندائيية، زرادشتية ، كاكئية ، مسيحية ، بهائية و اليهودية و جميعها موجودة الاف السنين قبل وجود الإسلام فيها ! . ما معناه الدستور الذي تم تبنيه ألغى الغير المسلم و فضل المسلم على الغير المسلم و سلطته على الغير المسلم ضاربة بعرض الحائط الارث التاريخي و عطاء الغير المسلمين الذي يعود إلى الاف السنين قبل المسلمين حيث الغير المسلمين هم بناة الدولة العراقية الذي يعود تاريخهم إلى ٧٠٠٠ عام حضارة بابل ، اشور ، أكد .. سومر قبل ظهور المسيحية و التي هي ٦٠٠ عام قبل ظهور الإسلام ! .

هذا هو الحال دولة سورية بعد اسقاط ديكتاتورية مقيتة لعائلة الاسد التي حكمت البلاد لأكثر أربعون عاماً . ليتم إسنادها الى جولاني الذي هو نتاج الفكر ذاته . لم يكتفي بعطاء للدولة الدين الاسلامي فحسب و الشعب السوري متعدد الاديان و الطوائف و يحمل حضارة عمرها لأكثر من خمسة الاف سنة ق. م . حيث الآراميين و السريان و الفينيقيين . انما أعطاها هوية قومية عربية و الشعب السوري يحمل هويات قومية مختلفة ، سريان كلدان آشوريين ، أرمن ، كورد ، ايزيديين .

ليقصي جميع الاديان الغير الإسلامية و جميع القوميات الغير العربية و يختزل الدولة بالدين و القومية التي ينتمي اليهما . جولاني حاله من حال نتاج الفكر العربي و الإسلامي بكل تسمياتهم ، لم ينتجوا فكراً ملائماً للدول التي يحكمونها و لم يرتقوا لمرحلة قيادة الدولة بمفهومها العصري التي تسع لجميع مواطنيها على مختلف مشاربهم . لذا مثل ما الشعب العراقي لا زال يسبح في هذه المشاكل الناتجة عن عقد افرزتها ذات عقلية اكل و شرب عليها الدهر بالرغم من تخلص العراق من الزمن الديكتاتورية المعلنة لمدة عشرون عاما . لذا طالما الفكرة الرجعية القائمة على اساس اعطاء هوية دينية او قومية او طائفية للدولة ، حاضرة في عقلية جولاني لادارة دولة سوريا . لا اتوقع ان يسودها المساواة و العدالة و الاستقرار في المستقبل المرئي .

‫شاهد أيضًا‬

بعد أن جذبت سوريا إلى الراديو، الإذاعة السريانية سورويو إف إم تنطلق عالمياً عبر محطة جديدة عبر الإنترنت

زالين (القامشلي)، شمال وشرق سوريا — أطلقت إذاعة سورويو إف إم السريانية اليوم محطتها الجديد…