‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

عيد البشارة “سوبورو”: احتفال بالإيمان والتقاليد والوحدة

تحتفل الكنائس السريانية الغربية والشرقية بعيد البشارة “سوبورو” في الخامس والعشرين من آذار ، وهو يعتبر من الأعياد السيدية والهامة حيث تلقت فيه العذراء مريم البشرى بأنها ستحمل بيسوع المسيح. هذا الاحتفال غني بالرموز والتقاليد والدلالات الثقافية، ويتميز بطقوس فريدة تعكس جوهر العيد.

الدلالة الرمزية لخيوط السوبورو

بعد إقامة القداس الالهي لعيد البشارة، يتم توزيع السوبورو (خيوط حمراء وبيضاء متشابكة) على المؤمنين. هذه الخيوط تحمل معاني عميقة، حيث ترمز إلى اتحاد الطبيعة البشرية والإلهية في شخص يسوع المسيح.

خيوط السوبورو، إلى جانب جمالها ، تمثل تعبيرًا قويًا عن الإيمان. فالخيط الأحمر يرمز إلى بشرية المسيح وتضحيته، بينما يرمز الخيط الأبيض إلى لاهوته وقيامته. معًا، يرمزان إلى الوحدة وعدم انفصال طبيعتي المسيح، مما يعكس النقاشات اللاهوتية المبكرة حول جوهره الإلهي والبشري. في بعض المناطق، يُضاف خيط أسود يرمز إلى آلام المسيح وموته.

طقوس السوبورو

أثناء التحضير للعيد، يجتمع النساء لصنع العجين وتحضير خيوط مجدولة على وقع الترانيم الكنسية. يُزين الخبز بخيوط السوبورو الحمراء والبيضاء، ثم يُبارك قبل أن يقدسه الكاهن ويوزعه على المصلين.

عيد البشارة ليس مناسبة دينية فحسب، بل أيضاً احتفال بالمجتمع والتجديد والإيمان المشترك.

أصل عيد البشارة “السوبورو”

تعود أصول السوبورو إلى الكتابات المسيحية. يربط البعض رمزيته بقصة طوفان نوح، حيث حملت حمامة حبلاً أبيض أو غصن زيتون وعدًا بمغفرة الله. أما الخيط الأحمر فيقال إنه يمثل دم الحمامة، وهو تشبيه لتضحية المسيح، رمزًا للمصالحة والسلام بين الله والبشرية.

ومن المثير للاهتمام أن تقليد صنع خيوط السوبورو الحمراء والبيضاء يتجاوز المجتمع السرياني. ففي البلقان، تُصنع أساور مماثلة تُعرف باسم “مارتينيتسا”، وترتبط بطقوس وثنية قديمة تحتفل بالربيع والتجدد. هذه التشابهات تُظهر ميلاً إنسانيًا عالميًا لاستخدام الرموز والطقوس للتعبير عن الأمل والتجدد والترابط.

كما تظهر تقاليد مشابهة للسوبورو بين الإيزيديين والمحلميين في طورعبدين بتركيا. فبينما يحتفل الإيزيديون بالعيد بطريقة مشابهة للمسيحيين السريان، يصنع المحلميون أساور زرقاء وبيضاء تُعرف باسم “باسمبار”. هذه الممارسات تؤكد التداخل بين التقاليد الدينية والثقافية في المنطقة، مما يعزز إحساسًا بالتراث المشترك.

احتفال بالأمل والوحدة

السوبورو ليس فقط عيد كنسي، بل هوأيضاً احتفال بالحياة والإيمان والوحدة. من خلال تشبيك الخيوط وصنع العجين، تعبر المجتمعات عن ارتباطها بالأسرار الإلهية وإنسانيتها المشتركة. وبينما يُحيون ذكرى البشارة والبشرى بمجيء المسيح، يحتفلون أيضًا بمواضيع خالدة مثل التجديد والتضحية ووعد الخلاص. وبذلك، يؤكدون القوة الدائمة للإيمان والتقاليد في جمع الناس عبر الثقافات والمعتقدات.


يمكنكم مشاهدة تقرير لقناة سورويو (باللغة التركية) مع الصحفي يوسف بيت طورو ونورغول تشيلبي عن عيد البشارة “السوبورو” [هنا].

‫شاهد أيضًا‬

يوهانس حنا يتوج بطلاً للعالم في الكيك بوكسينغ

استكمالاً لسلسلة انتصاراتِه وإنجازاتِه وبطولاته في رياضة “الكيك بوكسينغ”، وبعد…