الإدارة الذاتية يهنؤونالشعب السرياني الآشوري بمناسبة اقتراب عيد الأكيتومسؤولون في
زالين — بحضور شخصيات بارزة من مسؤولي الإدارة الذاتية، وحزب الاتحاد السرياني، والاتحاد النسائي السرياني، وجمع من أهالي المنطقة، ألقى المسؤولون في الإدارة الذاتية بيانًا رسميًا بمناسبة حلول عيد رأس السنة الآشورية البابلية “أكيتو” ستة آلاف وسبعمئة و خمسة وسبعون، مؤكدين على أهمية هذه المناسبة في تعزيز روح التآخي بين مكونات المجتمع وترسيخ قيم التجدد والانبعاث
قُرئ البيان الرسمي للإدارة الذاتية بمناسبة عيد الأكيتو باللغات السريانية والكردية و العربية أمام الحضور. حيث أكد البيان على أهمية الحفاظ على التنوع القومي والديني في شمال وشرق سوريا، وتعزيز التآخي بين مكونات المجتمع، ودعم الاحتفالات التراثية التي تعكس هوية المنطقة التاريخية. كما شدد على ضرورة إحياء هذا العيد كرمز من رموز الحضارة المشتركة، ودعا جميع المكونات للمشاركة في احتفالات الأول من نيسان.
نص البيان
” باسم الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة، نتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى أبناء شعبنا السرياني الآشوري وإلى جميع شعوب المنطقة بمناسبة حلول رأس السنة الآشورية البابلية أكيتو ستة آلاف و سبعمئة وخمسة وسبعين. إن هذه المناسبة تعبر عن عمق حضارتنا المشتركة، وتجسد قيم التجدد والانبعاث، وهي فرصة لتعزيز التآخي بين مكونات مجتمعنا وترسيخ العيش المشترك في إقليم شمال وشرق سوريا.
نتطلع إلى الاحتفال بهذه المناسبة في عموم سوريا، وخصوصًا بعد تجاوز حقبة النظام البائد الذي كان يعادي الثقافات والأعياد التاريخية لمكونات سوريا. إننا في الإدارة الذاتية نؤكد التزامنا بالحفاظ على التنوع القومي والديني في منطقتنا، ونعمل على دعم الاحتفالات التراثية التي تعكس هويتنا التاريخية.
ومن أجل إحياء تراثنا المشترك، ندعو جميع مكونات المنطقة في شمال وشرق سوريا للمشاركة جنبًا إلى جنب في احتفالات عيد الأكيتو، رأس السنة الآشورية البابلية. نأمل أن يكون هذا العام عامًا للسلام والاستقرار والازدهار للجميع. أكيتو مبارك على كافة الشعوب، وعاشت أخوة الشعوب.”
و على هامش البيان ، قالت فيفيان بحو أوسي، الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة في تصريح لمراسل سيرياك برس
“جئنا اليوم باسم الإدارة الذاتية لنعلن عن عيد الأكيتو، عيد التجدد والحرية والسلام. جئنا لنقول لشعبنا السرياني الآشوري: أكيتو بريخو، ونؤكد على مبدأ أخوة الشعوب. ندعو الجميع للمشاركة في الاحتفالات التي ستقام في الأول من نيسان في عدة مناطق، من بينها قبري حيوري (القحطانية) في كر شيران، الحسكة في تل ورديات، وديريك في الحكمية.”
من جانبه، قال محمد البراك، نائب الرئاسة المشتركة في المجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، خلال حديثه لـ سيرياك برس:
“هذا العيد ليس مجرد مناسبة تاريخية، بل هو تعبير عن تطلعات العديد من الشعوب، ولا سيما الشعب الآشوري السرياني الكلداني. إنه عيد رأس السنة البابلية، وله رمزية خاصة في سوريا والعالم أجمع. نحن هنا اليوم لنؤكد أن جميع مكونات المنطقة يدٌ واحدة في جميع المناسبات، في الأفراح والأتراح. الإدارة الذاتية هي المظلة التي تجمع كل هذه المكونات، رغم محاولات الأنظمة السابقة طمس هويات الشعوب الأصيلة في هذه المنطقة .
أكيتو رمز للهوية القومية
يُعد عيد أكيتو، أي رأس السنة الآشورية -البابلية، من أقدم الأعياد في تاريخ البشرية، إذ احتفل به سكان بيث نهرين منذ أكثر من ستة ألالف و سبعمئة وخمسة وسبعين عامًا. يُقام العيد سنويًا في الأول من نيسان، ويرمز إلى التجدد والانبعاث، تزامنًا مع قدوم الربيع وبداية دورة زراعية جديدة.
في الحضارات السريانية- البابلية – الآشورية، لم يكن أكيتو مجرد مناسبة احتفالية، بل كان حدثًا دينيًا وسياسيًا بارزًا، حيث ارتبط بطقوس مقدسة تعكس أسطورة الخلق وتجدد الحياة. وكان من أبرز هذه الطقوس احتفالات المعبد، حيث تُقام صلوات وتُقدَّم القرابين للآلهة، بالإضافة إلى مواكب احتفالية تُجدد فيها شرعية الحكم الملكي، تأكيدًا على العلاقة بين السلطة الدنيوية والنظام الإلهي.
ورغم التحولات السياسية والتاريخية التي شهدتها المنطقة، ظل أكيتو رمزًا للهوية الثقافية والقومية للسريان (الآراميون–الآشوريون–الكلدان). وفي العصر الحديث، يُحتفل به في مختلف دول العالم من خلال فعاليات ثقافية وتراثية تعبّر عن ارتباط أبناء هذه الشعوب بجذورهم التاريخية وهويتهم القومية .
وفد ألماني رفيع المستوى يزور إقليم شمال وشرق سوريا
زالين (قامشلي) – شمال وشرق سوريا – زار وفد ألماني برئاسة مارغريته ياكوب القائم…