29/03/2025

تقرير أممي: تسعون بالمائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر مع استمرار الحرب والعقوبات

نيويورك — كشف تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة أن تسعين بالمائة من سكان سوريا يعيشون الآن تحت خط الفقر، وهي نسبة مذهلة مقارنة بالمستويات التي كانت عليها قبل الحرب. ووفقًا لهاني مجلي، المسؤول البارز في اللجنة الأممية المستقلة للتحقيق في سوريا، فإن معظم السوريين يعيشون بأقل من دولارين يوميًا. وقد أدى الانهيار الاقتصادي، الذي تفاقم بسبب أربعة عشر عامًا من الحرب والعقوبات الدولية، إلى جعل الملايين يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية .

دمار اقتصادي وأزمة إنسانية

منذ اندلاع الحرب في عام ألفين وأحد عشر، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لسوريا إلى أقل من نصف قيمته قبل النزاع. وارتفعت معدلات البطالة بشكل هائل، حيث يعاني واحد من كل أربعة سوريين من البطالة. كما أن تدمير البنية التحتية كان كارثيًا، إذ فقدت البلاد ثمانين بالمائة من طاقتها الإنتاجية، وتضررت سبعون بالمائة من محطات توليد الكهرباء، في حين جعل التضخم المتزايد السلع الأساسية بعيدة المنال عن غالبية السكان.

أما الوضع الإنساني، فهو في تدهور مستمر. فقد نزح أكثر من نصف السكان، حيث يوجد سبعة فاصلة اثنين مليون نازح داخلي و ستة ملايين لاجئ في الخارج. كما أن نداء الأمم المتحدة لجمع خمسة فاصلة أربعة مليار دولار للمساعدات الإنسانية لسوريا لم يُموَّل إلا بنسبة اثني عشرة بالمئة فقط، مما يهدد بخفض حاد في المساعدات الغذائية، قد يصل إلى أربعين بالمئة من المساعدات المقدمة لملايين السوريين.

العقوبات والدعوات لإعادة النظر فيها

شدد مجلي على أن العقوبات الغربية، التي فُرضت على النظام السوري بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، أدت إلى تفاقم معاناة المواطنين العاديين. وقال: “الملايين بلا عمل أو دخل. العقوبات التي تستهدف النظام تؤثر أيضًا على السوريين الذين يريدون إعادة إعمار بلادهم.”

في هذا السياق، دعت منظمات حقوقية، مثل “هيومن رايتس ووتش”، الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في العقوبات، مشيرةً إلى أن هذه الإجراءات تعرقل تعافي سوريا. في المقابل، يرى مؤيدو العقوبات أنها ضرورية للضغط على الحكومة السورية من أجل الإصلاح السياسي والمساءلة عن جرائم الحرب.

بلد بحاجة إلى تحرك عاجل

يشدد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الحاجة إلى جهد دولي منسق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في سوريا، ودعم إعادة الإعمار، ومنع وقوع كارثة إنسانية أكبر. ويؤكد الخبراء على أهمية تبني رؤية وطنية واضحة، وإجراء إصلاحات مؤسسية، والحصول على دعم عالمي مستدام، للحيلولة دون تحول سوريا إلى دولة فاشلة بشكل دائم.

في الوقت الحالي، لا يزال السوريون يتحملون عبء الحرب والعقوبات والانهيار الاقتصادي—بانتظار يوم يصبح فيه التعافي أكثر من مجرد أمل بعيد المنال.

‫شاهد أيضًا‬

قسد تفند المعلومات حول عقد لقاءات مع جهات تركية

بعد انتشار معلوماتٍ مضللة في الآونة الأخيرة عن قوات سوريا الديمقراطية وقائدها “مظلوم…