30/03/2025

يوسف عبدلكي: فنان سرياني تشكيلي يجمع بين الإبداع والالتزام

سلسلة عن السريان المؤثرين في تاريخ سورية الحديث

 مقدمة 

يويعتبر الفنان السرياني يوسف عبدلكي واحدًا من أبرز الفنانين التشكيليين في الشرق الأوسط، حيث جمع في مسيرته بين الفن الملتزم والتجريب الإبداعي. تميّز بأسلوبه الفريد في الحفر (الجرافيك) والكاريكاتير السياسي، مما جعله أحد أهم الأسماء في المشهد الفني الإقليمي. تنقّل بين سوريا وفرنسا، وواجه تحديات سياسية بسبب مواقفه، لكنه ظل وفيًا لفنه ولمبادئه. 

النشأة والتكوين الفني

وُلِد يوسف عبدلكي، الفنان السرياني السوري، في مدينة القامشلي عام 1951، ونشأ في بيئة أثّرت بشكل كبير على توجهاته الفكرية والفنية. حصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1976، ثم انتقل إلى فرنسا ليكمل تعليمه، حيث حصل على دبلوم الحفر من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس عام 1986، ثم درجة الدكتوراه من جامعة باريس الثامنةعام 1989.



المسيرة الفنية والمعارض

بدأ عبدلكي مسيرته الفنية مبكرًا، حيث أقام أول معرض فردي له عام 1973 في دمشق، ليصبح لاحقًا أحد أكثر الفنانين السوريين حضورًا في المشهد الفني الشرق أوسطي والدولي. أقام معارض في تونس، القاهرة، الأردن، بيروت، الشارقة، دبي وغيرها من المدن، وحازت أعماله على اهتمام متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني في لندن، ومتحف معهد العالم العربي في باريس، ومتحف الكويت الوطني، ومتحف عمان للفن الحديث.

الكاريكاتير والعمل السياسي

إلى جانب كونه فنانًا تشكيليًا، عمل عبدلكي في مجال الكاريكاتير منذ عام 1966، حيث تأثّر بالبيئة السياسية المحيطة به وبالتشجيع الذي تلقاه من والده. شارك في العديد من الفعاليات المتخصصة في الرسوم الكاريكاتورية، كما رسم للأطفال ونشر أعماله في مجلات وكتب مخصصة لهم. دفعته مواقفه السياسية إلى تجربة الاعتقال بين عامي 1978 و1980، لكنه استمر في التعبير عن آرائه من خلال فنه. 

العودة إلى سوريا والاعتقال 

بعد قضاء أكثر من 25 عامًا في فرنسا، عاد يوسف عبدلكي إلى سوريا عام 2005، واستمر في نشاطه الفني، حيث أقام معارض عدة في دمشق، كان آخرها في خان أسعد باشا وسط المدينة القديمة. في عام 2013، اعتُقل في مدينة طرطوس بعد توقيعه على وثيقة تطالب بتنحي الرئيس السوري، لكنه أُفرج عنه بعد أكثر من شهر على اعتقاله.



أهمية يوسف عبدلكي في الفن الشرق أوسطي 

يُعدّ عبدلكي من أهم فناني الحفر في المنطقة، وأحد روّاد الجرافيك وتصميم الملصقات والأغلفة والشعارات في الشرق الأوسط. كما ساهم في تطوير فن الكاريكاتير من خلال دراساته وأعماله النقدية. يجمع فنه بين العمق الرمزي والبساطة البصرية، حيث تعكس أعماله حالات إنسانية وسياسية بأسلوب فني راقٍ. 

خاتمة 

يوسف عبدلكي ليس مجرد فنان تشكيلي، بل هو شاهد على تاريخ بلاده، يسجّل من خلال ريشته وآرائه تحوّلات سياسية واجتماعية كبرى. ظل مخلصًا لفنه ولوطنه، رغم التحديات التي واجهها، ليبقى اسمه علامة فارقة في الفن الشرق أوسطي المعاصر.



 

 

 

 

‫شاهد أيضًا‬

المجلس العسكري السرياني يتعهد بالمقاومة: “هذه بلدنا”

الحسكة، شمال وشرق سوريا — أكد المجلس العسكري السرياني، الشريك المؤسس لقوات سوريا الديمقراط…