أورتاغوس تؤكد على ضرورة نزع سلاح حزب الله بسرعة

بيروت — شددت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، على أهمية نزع سلاح ميليشيا حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، مؤكدة أن القوات المسلحة اللبنانية هي المسؤولة عن تحقيق هذا الهدف. جاءت تصريحاتها خلال زيارة دامت ثلاثة أيام إلى بيروت، حيث أجرت مناقشات رفيعة المستوى مع المسؤولين اللبنانيين وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل. 

وفي مقابلة مع قناة “إل بي سي آي”، قالت أورتاغوس: “من الواضح أن حزب الله يجب أن يُنزع سلاحه، ومن الواضح أن إسرائيل لن تقبل بإطلاق الإرهابيين النار عليها داخل أراضيها. هذا موقف نفهمه”. وأكدت على ضرورة أن يتم نزع السلاح “في أسرع وقت ممكن”، مشيرة إلى أنه لم يتم تحديد جدول زمني لهذه العملية. وشددت على أن مدى سرعة تحرر الشعب اللبناني من النفوذ الأجنبي والإرهاب يعتمد على مدى سرعة القوات المسلحة اللبنانية في تحقيق هذه الأهداف. 

تأتي زيارتها بعد أسابيع من تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية على أعضاء ميليشيا حزب الله ومستودعات أسلحته، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي تُعد معقلاً رئيسياً له. وقد اختبر هذا التصعيد اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه في نوفمبر لإنهاء صراع استمر عاماً كاملاً بين إسرائيل وحزب الله. ينص اتفاق الهدنة على أن تقوم القوات اللبنانية بمصادرة الأسلحة غير القانونية وتفكيك المواقع العسكرية، لا سيما في جنوب لبنان. 

وخلال اجتماعاتها مع الرئيس اللبناني السرياني الماروني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، عبّرت أورتاغوس عن تفاؤلها بالحكومة الجديدة والتزامها بالإصلاحات. وأبرزت أهمية توسيع سلطة الدولة على الأسلحة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية للحصول على مساعدات دولية وتمويل لإعادة الإعمار. كما التقت مع وزراء المالية والاقتصاد وحاكم البنك المركزي اللبناني لمناقشة تحديات الاقتصاد اللبناني ومبادرات الإصلاح. 

وعلى الرغم من الضغوط الدولية، يواصل حزب الله رفض الدعوات لتسليم أسلحته، مدعياً أن أسلحته ضرورية للدفاع عن لبنان ضد العدوان الإسرائيلي. كما اتهم الحزب إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار عبر غاراتها الجوية واستمرار وجودها العسكري في الجنوب. ويحذر النقاد من أن هيكل حزب الله العسكري الموازي يُضعف سلطة الدولة ويعرض استقرار لبنان للخطر. 

أثارت تصريحات أورتاغوس ردود فعل متباينة؛ فقد رأى البعض أن تصريحاتها تأكيد لدعم الولايات المتحدة لسيادة لبنان، بينما اعتبرها آخرون تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد. وقد ندد ممثلو حزب الله في البرلمان بتصريحاتها، متهمين الولايات المتحدة بفرض أجندتها السياسية على لبنان. 

وفي ظل هذه التحديات، يبقى الوضع في لبنان حرجاً فيما يسعى البلد إلى معالجة أزمته الاقتصادية وتفككه السياسي. سلطت زيارة أورتاغوس الضوء على تعقيدات نزع السلاح والتحديات الأوسع التي تواجه لبنان بينما يحاول استعادة استقراره وسيادته. وسيظل المجتمع الدولي يراقب عن كثب تطورات هذه القضية خلال الأسابيع المقبلة