مؤسسة أولف تاو ترفض تصريحات وزير الثقافة السوري بشأن اللغة السريانية

زالين(القامشلي)-سوريا- عبّرت مؤسسة أولف تاو للغة السريانية عن استنكارها الشديد لتصريحات وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية محمد صالح، التي أثارت جدلاً واسعاً بعد وصفه اللغة السريانية بأنها “لهجة عربية قديمة”، وادعائه أن كلمة SIR “السيد” في اللغة الإنكليزية مشتق من اسم “سوريا”. واعتبرت المؤسسة هذه التصريحات مليئة بالمغالطات والمعلومات المضللة التي تشوّه تاريخ وهوية اللغة السريانية.

وفي تصريح خاص لـ”سيرياك برس”، قال ميشيل رومي، المدير العام للمؤسسة:”السريانية ليست مجرد لهجة، بل هي لغة سامية أصيلة تنتمي إلى الفرع الآرامي، وهي لغة تطورت بشكل مستقل وامتدت لأكثر من آلاف السنين”. وأشار رومي إلى أن السريانية كانت على مدى قرون لغة الأدب والعلم والدين في المشرق، مضيفاً أنها اليوم تُستخدم كلغة طقسية، ولها قواعد نحوية وصياغة أدبية غنية تمثل جسراً حضارياً بين الشعوب.

وفيما يتعلق باسم “سوريا”، أوضح رومي أن هذا الاسم يمتد في جذوره إلى الحضارات والشعوب القديمة في المنطقة، وأطلقه اليونانيون على المناطق التي سكنها الأكاديون والبابليون والسريان الآشوريون الآراميون وأضاف:”لا علاقة لهذا الاسم باشتقاقات حديثة من اللغة العربية أو الأوروبية كما ادّعى الوزير”.

ورفضت مؤسسة أولف تاو على لسان مديرها اعتبار تصريحات صالح “زلة لسان”، ووصفتها بأنها تعكس جهلاً خطيراً بالتاريخ واللغات، ونهجاً يهدف إلى تهميش التنوع الثقافي السوري. وقالت رومي:”هذه التصريحات تطعن بشكل مباشر في هوية الشعب السرياني الثقافية واللغوية، وهو أحد أقدم الشعوب المتجذرة في هذه المنطقة”.

وطالبت المؤسسة بعدة خطوات للرد على تصريحات الوزير:

1- اعتذار علني من الوزير عن تصريحاته المضللة بحق الشعب واللغة السريانية.
2- تصحيح المعلومات التي وردت في المنابر الإعلامية التي نشرت هذه التصريحات.
3- الاعتراف الرسمي باللغة والثقافة السريانية كلغة وطنية ومكوّن ثقافي أصيل في سوريا، ودمجها في المناهج التعليمية والمؤسسات الثقافية.
4- احترام التنوع الثقافي والتاريخي في سوريا والابتعاد عن سياسات التهميش أو الإقصاء لأي مكوّن من مكوّنات الشعب السوري.

وأكد ميشيل رومي في ختام لقائه أن اللغة السريانية ليست مجرد لغة للشعب السرياني، بل هي ذاكرة تاريخية وحضارية حية لسوريا والمشرق بأسره. وذكرت أن أي محاولة لتشويه هذه اللغة أو طمسها هي محاولات محكومة بالفشل أمام الإرث العريق الذي تتمتع به.