هيئة الثقافة تكشف عن مغالطات تاريخية بشأن اللغة السريانية وتسمية “سوريا”
الرقة، شمال وشرق سوريا — أصدرت هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بياناً ثلاثي اللغة باللغات السريانية والكردية والعربية، يوم التاسع من نيسان، رداً على تصريحات وزير الثقافة في “الحكومة السورية المؤقتة”. وصفت الهيئة تلك التصريحات بأنها مشوهة للحقائق التاريخية المتعلقة باللغة السريانية وأصل تسمية “سوريا”، مؤكدة على ضرورة احترام التعددية الثقافية واللغوية في سوريا لضمان تحقيق دولة ديمقراطية تعددية في المستقبل.
مغالطات تاريخية حول اللغة السريانية
خلال لقاء تلفزيوني، صرح وزير الثقافة في الحكومة السورية الانتقالية بأن اللغة السريانية هي “لهجة عربية قديمة”، ما أثار استنكاراً واسعاً بين المهتمين بالتراث والتاريخ السوري. ورداً على ذلك، أكدت هيئة الثقافة أن:
“اللغة السريانية هي لغة سامية مستقلة تنتمي إلى الفرع الآرامي، ولها تاريخ موثّق يمتد لآلاف السنين. الادعاءات بأنها لهجة عربية قديمة تفتقر إلى أي أساس علمي أو تاريخي موثوق، وتشكل مساساً بالهوية اللغوية والثقافية للشعب السرياني الآشوري.”
تاريخياً، كانت السريانية لغة مركزية في المنطقة، حيث استخدمت كلغة دين وثقافة ومعرفة لقرون عديدة، وظلّت شاهدة على الإرث الحضاري في بلاد الشام وبلاد الرافدين.
تفسير تسمية “سوريا”
فيما يتعلق باسم “سوريا”، أضافت الهيئة توضيحاً يعيد الاعتبار إلى جذوره التاريخية، موضحةً أن:
“تسمية ‘سوريا’ تعود إلى الحضارات والشعوب التي سكنت المنطقة. استخدم اليونانيون هذا الاسم للإشارة إلى مناطق عاش فيها الأكاديون والبابليون والسريان الآشوريون والآراميون. هذه التسمية ضاربة في عمق التاريخ ولا يمكن اختزالها بتفسيرات سطحية.”
وأشارت الهيئة إلى أن مثل هذه التصريحات التي تربط اسم سوريا بمفاهيم معاصرة وغير علمية، تسهم في طمس الهوية التاريخية للبلاد وتشكل تعدياً على التراث الحضاري المشترك لجميع مكونات المنطقة.
انتقاد الفكر الإقصائي
وجه البيان انتقاداً حاداً لما وصفه بالفكر الإقصائي الذي تنتهجه مثل هذه التصريحات، قائلاً:
“التصريحات التي أدلى بها وزير الثقافة تعكس فكراً إقصائياً وشمولياً، يُشكّل خطراً على التعددية الثقافية في سوريا. يجب على الحكومة الانتقالية أن تتوخى الحذر من تبني مثل هذا الفكر حتى لا تقع في نفس المستنقع الذي وقع فيه النظام البعثي.”
كما دعا البيان إلى احترام التعددية الثقافية واللغوية في سوريا، مشدداً على أن:
“الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في سوريا ليس هبة أو منّة، بل هو شرط أساسي لبناء دولة ديمقراطية تعددية قائمة على الاعتراف المتبادل واحترام الآخر.”
أهمية التعددية لضمان مستقبل سوريا
يشير البيان إلى أهمية التعددية الثقافية كدعامة رئيسية لبناء سوريا جديدة وديمقراطية، حيث يُبرز احترام الهوية الثقافية واللغوية لكل مكوّن أساساً للتعايش السلمي. وقد أُصدر البيان بثلاث لغات—السريانية والكردية والعربية—تأكيداً على قيم التنوع والاعتراف بجميع المكونات.
وأكدت هيئة الثقافة أن التعدي على الهوية السريانية ليس فقط انتهاكاً لتاريخ قديم، بل هو تعدٍّ على حاضر ومستقبل سوريا التي تسعى لتكون دولة جامعة تحترم كافة أطيافها. البيان لم يكن مجرد رد على تصريحات وزير الثقافة، بل جاء ليجدد التأكيد على أهمية حماية التراث الثقافي لجميع الشعوب التي أسهمت في بناء حضارة المنطقة.
حزب الاتحاد السرياني يلتقي بمطران دارمسوق للأرمن الكاثوليك
دارمسوق (دمشق) – زار وفدٌ من حزب الاتحاد السرياني في سوريا مقر مطرانية الأرمن الكاثوليك في…