سمير جعجع يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن أسلحة حزب الله

بيروت، لبنان — أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مجددًا على ضرورة نزع سلاح حزب الله، مقترحًا جدولًا زمنيًا مدته ستة أشهر لتسليم الأسلحة. وخلال مقابلة على برنامج “صار الوقت” عبر شاشة “إم تي في” من مقر إقامته في معراب، شدد جعجع على أن العملية يجب أن تبدأ بحوار مباشر بين حزب الله ورئيس الجمهورية اللبنانية. وقال: “الخطوات التي اتخذتها الحكومة الحالية والإدارة ليست مثالية، لكنها مهمة بالنظر إلى الظروف التي تعمل فيها الدولة.” 

رفض جعجع فكرة الحوار الوطني حول استراتيجية الدفاع، واصفًا إياها بأنها من بقايا الماضي. وقال: “فكرة جنوب وشمال الليطاني أصبحت قديمة”، مشيرًا إلى التقسيم الجغرافي الذي يُستخدم غالبًا في مناقشات حول وجود حزب الله. وانتقد تصريحات وزير الثقافة غسان سلامة الأخيرة حول القضية، قائلاً: “مع كل الاحترام للوزير، فقد فقد البوصلة في هذا الموضوع. هذه ليست مفاوضة بين طرفين متنازعين؛ إنها مسألة سيادة الدولة.” وأوضح جعجع أن قرار نزع سلاح حزب الله قد تم اتخاذه بالفعل من قبل الحكومات السابقة، بما في ذلك حكومة ميقاتي، التي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على حصر الأسلحة بيد الدولة. 

خلال المقابلة، تناول جعجع التداعيات الأوسع لأسلحة حزب الله، رابطًا القضية بالأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة في لبنان. وأكد على أهمية القرارات الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم ألف وسبعمئة وواحد و ألف وخمسمائة و تسعة وخمسين، التي تدعو إلى حصر الأسلحة بيد الدولة. وقال: “لا يمكن للبنان أن يتحمل البقاء في هذه الدورة من الركود”، محذرًا: “كل لحظة ضائعة لها تكلفة، ويجب على البلاد أن تتصرف بحزم لاستعادة سيادتها.” 

كما تناول جعجع اجتماعه الأخير مع المبعوثة الخاصة الأمريكية مورغان أورتاغوس، حيث أكد مجددًا على مطلب القوات اللبنانية الطويل الأمد بنزع السلاح. وقال: “هذا كان موقفنا منذ ثلاثين عامًا. نحن نريد أن نعيش في ظل دولة فعالة، وطالما يحتفظ حزب الله بأسلحته، فإن لبنان سيواجه الخراب فقط.” ودعا جعجع الحكومة اللبنانية إلى التواصل المباشر مع الولايات المتحدة، التي وصفها بأنها الحكم الرئيسي في هذه القضية، لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبنود ذات الصلة. تعكس تصريحاته الحاجة الملحة لحل واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في لبنان وتمهيد الطريق لمستقبل مستقر وذو سيادة.