صحيفة أمريكية تسلط الضوء على معاناة الصابئة المندائيين وهجرتهم

A Mandaean baptism ritual in Sweden photographed by the author. (Nora Adin Fares)

صحيفة “نيو لاين” الأمريكية وفي تقريرٍ لها، سلّطت الضوء على معاناة أتباع الديانة المندائية، الذين يشكلون واحدةً من أقدم الجماعات الدينية في المنطقة، وكيف قادتهم ظروف العنف والاضطهاد إلى هجرة قسرية، أفقدتهم الكثير من تراثهم وهويتهم.

ووفقًا للتقرير، فقد بدأ المندائيون بالاختفاء التدريجي من المجتمع، الذي كان يشكل نمط حياتهم الروحي والاجتماعي، بعد أن تعرضوا لعقودٍ من العزلة والاضطهاد الديني، لاسيما بعد الغزو الأمريكي للعراق عام ألفين وثلاثة، حيث تصاعدت موجات العنف الممنهج ضدهم، ما أدى إلى مغادرة نحو سبعين ألفَ شخص منهم من أصل مائة ألف.

وكان العراق، ولا سيما نهر دجلة، يُعتبر موطنًا مقدسًا للمندائيين، الذين يمارسون طقوسهم الدينية المرتبطة بالماء.

وبحسب التقرير، لم يتبقَّ في العراق اليوم سوى نحو خمسة آلافِ مندائي فقط، يعيشون في ظروف صعبة، ويضطرون إلى ممارسة شعائرهم الدينية في السر، خوفًا من التهديدات.

كما أشار التقرير إلى أن المجتمع المندائي يعاني من انقطاع شبه تام عن تقاليده، مشيراً الى أن الكتاب المقدس خاصتهم، “جينزا رابا”، مكتوبٌ بلهجةٍ آراميةٍ شرقية.

كما تطرق التقرير إلى اندثار بعض الحِرَفِ التقليدية المرتبطة بالمندائيين، مثل صياغة الذهب التي كانت حرفة رئيسية متوارثة في عائلاتهم، لكنها باتت مهددةً بالزوال، في ظل الهجرة وفقدان البيئة الثقافية والدينية الحاضنة لها.