12/04/2025

مركز الدراسات الإستراتيجية السريانية يقود حوارات بحثية في بغداد حول التعاون الإقليمي والخبرات الاجتماعية والسياسية المشتركة

بغديدا — لعب مركز الدراسات الاستراتيجية السريانية دورًا محوريًا في سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى التي عقدها وفد بحثي سوري من عدة مراكز دراسات في بغداد هذا الأسبوع، مشددًا على أهمية الدبلوماسية الثقافية والتعاون الأكاديمي في تعزيز الاستقرار الأمني والإقليمي والتعاون المشترك.
ركزت المناقشات مع كبار القادة العراقيين على أهداف مشتركة لتعزيز التعاون عبر الحدود وتطوير القيم المشتركة، كما سعى الوفد السوري للحصول على معلومات من المسؤولين العراقيين حول كيفية الحفاظ على مجتمع متنوع يعيش في سلام ووئام دون الوقوع في صراعات عنيفة.
في السنوات الأخيرة، تمكن العراق من تحقيق درجة معقولة من التعايش السلمي بعد عقود عصيبة من النزاعات.

الاجتماع الأول مع رئيس الوزراء العراقي
خلال الاجتماع الأول الذي استضافه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تم التأكيد على دعم العراق لسيادة سوريا وسلامة أراضيها.
وشدد رئيس الوزراء السوداني على الطبيعة المترابطة للأمن السوري والعراقي، مؤكدًا: “استقرار سوريا مرتبط مباشرة بأمن العراق”
وقدم الوفد السوري رؤى حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والسرديات الشاملة، مؤكدًا الروابط التاريخية العميقة بين البلدين، وأكد أحد أعضاء الوفد الزائر قائلاً: “نحن ملتزمون بالتبادل الأكاديمي والحفاظ على تراثنا المشترك”

مناقشات مع رئيس البرلمان العراقي
في مناقشات لاحقة مع رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، تركزت الحوارات على الأطر التشريعية لتعزيز الروابط الإقليمية، ودعا المشهداني إلى إنشاء مجلس اتحادي في العراق، معتبرًا أنه يمكن أن يكون نموذجًا للحكم في جميع أنحاء المنطقة.
من ناحية أخرى، التقى نائب رئيس البرلمان شاخوان عبد الله بالوفد السوري، ليؤكد على أهمية الرؤية الموحدة للتعاون الثقافي والأكاديمي، والتي وصفها بأنها حيوية لضمان الاستقرار إلى جانب الجهود السياسية.

لقاء مع شخصيات سياسية وأمنية عراقية
كما التقى الوفد بمجموعة من أعضاء الشرطة والأجهزة الأمنية العراقية، وقادة وأعضاء الأحزاب السياسية العراقية، بما في ذلك عمار الحكيم من تيار الحكمة الوطني، ومثنى السامرائي من تحالف العزم، الذي ينتمي إليه أيضًا رئيس البرلمان المشهداني.

اجتماع مع البطريرك الكلداني مار لويس ساكو
استقبل بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الوفد السوري في الصرح البطريركي في بغداد مساء الأربعاء، وناقش الاجتماع التحديات المشتركة والفرص، مع التركيز على الاستفادة من الدروس المستفادة في العراق وسوريا لبناء دول ديمقراطية شاملة.
وأكد الاجتماع على الحاجة الملحة للمصالحة والإصلاح لضمان دولة ذات سيادة قائمة على المواطنة وليس على الحصص الطائفية أو المحسوبية السياسية.
وقال البطريرك ساكو: “لقد علمتنا تجارب بلدينا أن الديمقراطية الحقيقية تزدهر عندما يتم تبني التنوع والتعددية”، وأضاف: “هذه الأفكار تصلح لتكون أرضية لخارطة طريق مشتركة لبناء سلام ووحدة مستدامة”.
وشدد البطريرك ساكو أيضًا على أهمية الولاء الوطني وتعزيز العلاقات القوية مع الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن الثورات يجب أن تهدف إلى التغيير الإيجابي وليس الانتقام.
وتناول الاجتماع تطبيق القانون الدولي، وحماية الحريات الفردية، والحفاظ على التماسك الاجتماعي كركائز أساسية للاستقرار طويل الأمد.
وحضر الاجتماع أيضًا المطران المعاون مار باسيلوس يلدو، الذي شدد على الدعوة للتفاهم المتبادل والحوار البناء معًا.
أكد قادة الكنيسة التزامهم برؤية تنمية ديمقراطية قائمة على القيم المشتركة والاحترام المتبادل.


الوفد البحثي السوري
ضم الوفد السوري مركز الدراسات الاستراتيجية السريانية، مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، مركز أبحاث الفرات الأعلى للتنمية المستدامة، المركز الأوروبي للدراسات الكردية، ومجموعة سوريا للأبحاث.
وقد تمت دعوة الوفد من قبل المجموعة العراقية للشؤون الخارجية، وهي مجموعة ضغط غير حكومية تتكون من أكاديميين وباحثين متخصصين في الشؤون الخارجية مثل السياسة الخارجية والأمن القومي والاقتصاد في صنع القرار، والبدائل والمبادرات المقترحة.

أهمية دور مركز الدراسات الإستراتيجية السريانية
إن مشاركة مركز الدراسات الإستراتيجية السريانية في هذه الحوارات رفيعة المستوى تؤكد على الاعتراف المتزايد بالدور الحيوي للمؤسسات الثقافية والأكاديمية في معالجة التحديات الإقليمية، من خلال بناء الجسور بين المجتمعات عبر التراث المشترك والبحث الأكاديمي، ويساهم المركز وشركاؤه في تعزيز نهج متعدد الأبعاد لبناء السلام.

اختتمت الاجتماعات بالتزامات لمواصلة التبادلات الأكاديمية، وتعميق التعاون الثقافي، وتنظيم منتديات مستقبلية تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين سوريا والعراق.
وتعكس هذه الحوارات معًا التزامًا دائمًا بوحدة المنطقة ورؤية مشتركة لمستقبل أكثر استقرارًا.

‫شاهد أيضًا‬

مجلس بيث نهرين القومي يعلن دعمه لقرارات حزب العمال الكردستاني

مجلس بيث نهرين القومي– بعد الخطوة التاريخية التي اتخذها حزب العمال الكردستاني بحل نف…