‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عامًا بابا التواضع والأمل

الفاتيكان — توفي البابا فرنسيس اليوم، الواحد والعشرون من شهر نيسان الفين وخمسة وعشرين، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عامًا. وُلد خورخي ماريو بيرغوليو في بوينس آيرس عام ألف وتسعمائة وستة وثلاثين، وشغل منصب البابا المئتين وستة وستين للكنيسة الكاثوليكية الرومانية لمدة اثني عشر عامًا، ليصبح أول بابا ينتمي إلى الرهبانية اليسوعية وأول بابا من أمريكا اللاتينية يتولى البابوية. تميزت قيادته بالتأكيد القوي على قيم التواضع والعدالة الاجتماعية، والحوار بين الأديان، ودمج المجتمعات المهمشة. عاش البابا فرنسيس حياةً بسيطة، حيث اختار الإقامة في دار القديسة مارتا بدلًا من القصر الرسولي، ودفع نحو إصلاحات جوهرية في الكنيسة. ورغم تدهور حالته الصحية في سنواته الأخيرة، ظل مخلصًا لمهمته المتمثلة في نشر رسالة التعاطف والسلام. 

ومن بين المجتمعات التي أبدت تقديرها العميق للبابا فرنسيس، كانت الكنائس الكاثوليكية الشرقية مثل الكنيسة السريانية الكاثوليكية، والكنيسة المارونية السريانية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. على الرغم من أن هذه الكنائس تُدار ذاتيًا، حيث تمتلك بطاركتها وتنظيمها المستقل، إلا أنها في شركة كاملة مع الفاتيكان وتعترف بسلطة البابا كأعلى شخصية كنسية. هذه الكنائس، التي تتمتع بحضور قوي في لبنان والعراق وسوريا، تمثل قرونًا من التقليد المسيحي والهوية في بيث نهرين (بلاد ما بين النهرين). ورغم اختلافها في طقوسها وهيكلها، إلا أن وحدتها مع روما تجلت في إعجابها ودعمها للبابا فرنسيس. 

في مارس الفين وواحد وعشرين، قام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية إلى العراق، ليصبح أول بابا يزور البلاد. شملت رحلته بغديدا (قره قوش)، الموصل، وأربيل—حيث شهدت أول مدينتين آثار العنف الذي خلفه تنظيم داعش. في بغديدا، صلى البابا في كنيسة الحبل بلا دنس التي تعرضت للتدنيس والحرق على يد المتطرفين الإسلاميين، وقدم رسالة شفاء وتشجيع إلى سكانها المسيحيين السريان. وقال: “لا يمكننا تصور العراق بدون المسيحيين لأنهم جزء أساسي من هويته.” ودعا المسيحيين العراقيين إلى البقاء ثابتين والشعور بأنهم “مواطنون كاملون” في وطنهم. 

وفي الموصل، محاطًا بأنقاض الكنائس التي دمرها تنظيم داعش، قال البابا فرنسيس: “الأمل أقوى من الكراهية، والسلام أقوى من الحرب.” واستمر في الدعوة إلى التعايش السلمي، قائلاً إن “الأخوة أقوى من القتل الأخوي.” وفي كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية الكاثوليكية في بغداد، قدم البابا انعكاسًا قويًا قائلاً: “المحبة هي قوتنا”، مشددًا على أن المحبة، حتى وإن بدت هشة، قادرة على التغلب على كل شر. اختتمت زيارته بقداس كبير في أربيل، حضره الآلاف، حيث أكد: “العراق بدون المسيحيين لن يكون العراق”، مذكرًا العالم بالدور الذي لا غنى عنه الذي يلعبه المسيحيون في نسيج البلاد. 

إن إرث البابا فرنسيس سيستمر ليس فقط في أروقة الفاتيكان، بل أيضًا في قلوب المؤمنين في بيث نهرين (بلاد ما بين النهرين)، حيث جلبت كلماته وحضوره الأمل والشفاء وإحساسًا متجددًا بالانتماء إلى مجتمعات أنهكتها الصراعات

‫شاهد أيضًا‬

المسؤولون اليونانيون يحيون ذكرى الإبادة الجماعية لليونانيين البنطيين.. والمسؤولون الأتراك ينكرون حدوثها

أثينا / أنقرة — في التاسع عشر من أيار/مايو، يوم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية لليونانيين الب…