تحالف أثرا يحث الدولة التركية على الاعتراف بإبادة السيفو. يجب على المجتمع الدولي ألا يتواطأ مع الإنكار التركي

عنكاوا، العراق — في الذكرى السنوية الـ110 لإبادة السيفو، أصدر تحالف أثرا في العراق بياناً عاماً وصف فيه الأحزاب الأربعة الأعضاء الإبادة الجماعية بأنها “واحدة من أفظع الإبادات في التاريخ الحديث”. وفي البيان، جدّد التحالف دعوته لتركيا والمجتمع الدولي للاعتراف رسمياً بإبادة السيفو التي وقعت عام 1915. وقد نُفّذت هذه الإبادة على يد الدولة العثمانية ووحدات الحميدية – القبائل الكردية التابعة للدولة – بهدف نهائي يتمثل في “اقتلاع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، ليس فقط من خلال القتل والتهجير، ولكن أيضاً بمحاولة محو حضارتنا وتاريخنا ووجودنا ذاته”، وفقاً لما ورد في البيان.   

وأوضح البيان أنه من خلال هذه الأفعال، قتلت الدولة العثمانية والقبائل الكردية المتحالفة معها مئات الآلاف من الكلدانيين السريان الآشوريين، ودمرت مئات القرى، وشردت الناجين من أراضيهم، وغيّرت التركيبة السكانية وصادرت الأراضي. وأكد أن عواقب هذه الإبادة التي وقعت قبل 110 سنوات لا تزال محسوسة حتى اليوم، من وجود مهدد في وطن بيت نهرين (بلاد ما بين النهرين)، وحقوق مهدورة، وذكريات مؤلمة، والمزيد من الأراضي والممتلكات المصادرة.  

ويُعد تحالف أثرا في العراق تكتلاً سياسياً مشتركاً يتألف من أربع أحزاب سياسية كلدانية–سريانية–آشورية، وهي: الاتحاد الوطني لبيث نهرين، الحركة الديمقراطية الآشورية، الحزب الديمقراطي لبيث نهرين، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري. 

ودعت الأحزاب الأربعة الدولة التركية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه العنف الشديد الذي ألحقته بالكلدانيين السريان الآشوريين، والأرمن، واليونانيين. واعتبرت ذلك مطلباً لتحقيق العدالة. وفيما يتعلق بالدولة التركية، ختم بيان التحالف قائلاً:   

“إننا نطالب الدولة التركية باحترام الدماء البريئة وأرواح ضحايا الإبادة الجماعية، والعمل بجدية لتحقيق العدالة الاجتماعية للمتبقين في أراضيهم التاريخية.”   

ولكن العدالة لا تقتصر فقط على الدولة التركية، بل يجب أن تشمل المجتمع الدولي أيضاً. وأكد البيان أن صمت المجتمع الدولي يؤدي إلى التساهل، وهو السبب الأكبر لتكرار الإبادات الجماعية:   

“إننا ندعو أيضاً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية بشأن هذه القضية، واستعادة كرامة ضحايا الإبادة الجماعية من خلال الاعتراف بها والعمل على ضمان عدم تكرارها مرة أخرى.”