‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

اشتباكات في ضواحي دارمسوق في جرمانا وأشرفية صحنايا تُسجل 30 ضحية وتفاقم التوترات الطائفية في سوريا

دارمسوقزاد اضطراب التوازن الطائفي الدقيق في سوريا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدتي جرمانا وأشرفية صحنايا، المدينتين الواقعتين جنوب دارمسوق (دمشق). وبدأت هذه الاشتباكات في ساعات متأخرة من يوم الاثنين واستمرت حتى يوم الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين، وفقاً لتقارير محلية. وشهدت المواجهات مشاركة مقاتلين من الطائفة الدرزية وميليشيات سنية، وانخرطت لاحقاً قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية التابعة للحكومة الانتقالية السورية، مما أثار مخاوف متزايدة من تصعيد آخر للأحداث. 

في بلدة أشرفية صحنايا، ارتفع عدد القتلى إلى 13، بينهم 11 عنصرًا من قوات الحكومة الانتقالية السورية واثنان من المقاتلين الدروز. ونقلت التقارير أن أصول العنف تعود لمحاولة قافلة مسلحة دخول مدينة جرمانا، مما أثار اشتباكات عند نقاط التفتيش الأمنية. وانتشرت الاشتباكات بسرعة في مناطق عدة، منها منطقة البنك العربي ومحيط جامع السويد، حيث استُخدمت أسلحة ثقيلة ومتوسطة. كما تعرض المدنيون لقصف النيران، وسط ورود تقارير عن إصابات بدرجات متفاوتة. 

وفي جرمانا، وصل عدد القتلى إلى 17، منهم 10 عناصر من القوات التابعة للحكومة الانتقالية—ويُعتقد أنها تشمل ميليشيات سنية استنادًا إلى الأعلام والهتافات التي دُونت أثناء الاشتباكات—و7 مقاتلين دروز. وتُربط هذه المواجهات بتداول تسجيل صوتي مثير للجدل يُنسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، ما زاد من تأجيج التوترات الطائفية على مستوى البلاد. 

رداً على اشتداد الوطأة الأمنية، فرضت وزارة الداخلية التابعة للحكومة الانتقالية حظرا للتجوال في كل من أشرفية صحنايا وجرمانا، حيث قامت قوات الأمن بإغلاق مداخل البلدتين وتأسيس نقاط تفتيش في محاولة للسيطرة على العنف. ومع ذلك، يبقى الوضع هشاً مع ورود تقارير عن هجمات قناصة ومجموعات مسلحة تستهدف عناصر الأمن. 



في بيان طغى على عباراته طابع القوة، أدان الشيخ حكمت الهيجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، هذه الأعمال العنيفة، قائلاً: “ندعو الله لأجل أبنائنا الأبرياء الذين استشهدوا في جرمانا على يد الخيانة وعصابات التطرف التكفيري، وندين هذه الهجمات الإرهابية البشعة على الأبرياء والمستقرين.” وانتقد الشيخ الهيجري الجمود السياسي المستمر، مشيراً إلى قلة التقدم في صياغة الدستور أو عقد مؤتمر شعبي حر وشامل، موضحاً: “ما زلنا تحت وطأة الفكر الأحادي وطريقة الاستبعاد”، داعياً السوريين إلى نبذ الطائفية والسعي نحو دولة يقوم نظامها على القانون والمواطنة 

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرًا له، إلى استمرار اندلاع العنف في أشرفية صحنايا، مع تبادل مكثف لإطلاق النار واستخدام الأسلحة الثقيلة. ونقل عن مصادر محلية أن جثث عدد من عناصر قوات مؤيدة للحكومة قد نُقلت إلى جامع في دارعايا، مما يؤكد خطورة الاشتباكات. 

وتسلط الأحداث الراهنة في أشرفيات صحنايا وجرمانا الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه سوريا خلال فترة انتقالها. ويؤكد هذا العنف الجاري الحاجة الملحة لإصلاحات شاملة تعالج الأسباب الجذرية للانقسامات الطائفية مع حماية حقوق وكرامة جميع الفئات. 

ولدى الكثيرين من المراقبين، تشكل الأزمة في هاتين المدينتين تذكيرًا صارخًا بهشاشة مسلك سوريا نحو السلام والاستقرار. وما زال السؤال قائماً: هل تستطيع البلاد تجاوز انقساماتها وبناء مستقبل موحد؟ 

‫شاهد أيضًا‬

سوريا: مطالبات في السويداء بفتح معبر إنساني لتأمين احتياجات المدنيين

السويداء، سوريا- بعد سلسلة من الاعتداءات التي طالت الأهالي في مدينة السويداء، وجه عدد من ا…