ماريا حنا تتحدث لروداو عن واقع الصحافة السريانية في سوريا
أربائيلو – أربيل – إقليم كردستان – سيرياك برس
على هامش مشاركتها في منتدى “أصوات نساء بلا حدود” في أربائيلو/ أربيل عاصمة إقليم كردستان، أجرت الصحفية “ماريا حنا”، مسؤولة وكالة “سيرياك برس” والإدارية ومقدمة البرامج والنشرات في تلفزيون سورويو لقاء مع شبكة روداو الإعلامية، تحدثت خلاله عن مشاركتها بالمنتدى كصحفية سريانية وواقع الصحافة السريانية بشكل عام وسوريا بشكل خاص.
وأوضحت حنا في اللقاء أن المنتدى ركز على تجارب النساء الصحفيات في مناطق النزاع في المنطقة، كفلسطين وسوريا واليمن والعراق، كما نقلت الصحفيات تجاربهن ومعاناتهن مع عملهن في بلادهن.
وأشارت حنا إلى أن المنتدى يمثل الفرصة للاطلاع على واقع عمل الصحفيات في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة، وأشادت بوجود محور مخصص في المنتدى للصحفيات السوريات، حيث استضاف صحفيات من عدة مكونات، سريانية آشورية، وكردية، وعربية، للتحدث عن تجاربهن مع العمل الصحفي في بلدهن، منوهة إلى تهافت وسائل الإعلام التي غطت فعاليات المنتدى للقائهن عقب نهاية المحور للاطلاع باستفاضة عن واقع عمل الصحفيات في سوريا.
وعن المصاعب التي تواجه عمل الصحفيات في شمال وشرق سوريا أوضحت ماريا حنا أن الصحافة السريانية بدأت منذ القديمة، بالكتابة على الرقم الطينية، من خلال كتابة الأوامر أو الرسائل.
وأوضحت إلى تطور العمل الصحفي السرياني عقب الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ برزت أسماء عديدة في عالم الصحافة السريانية، إلا أن الأوضاع في ذلك الحين لا سيما بعد مجازر السيفو عام 1915، كانت السبب في عدم إحراز تقدم كبير في مجال الصحافة السريانية.
وأشارت حنا إلى تراجع الصحافة السريانية على وقع محاولات طمس الهوية في بلدان الشرق الأوسط من قبل الأنظمة الحاكمة، منوهة إلى تأثر الشعب السرياني الآشوري بتلك السياسات، من حيث ابتعاده عن الصحافة، إلى أن اُفتتح تلفزيون سورويو عام 2004، ورغم صعوبة العمل الصحافي آنذاك، وخاصة في سوريا والعراق وتركيا وإيران، وفي ظل عدم وجود حرية صحافة هناك، كان الكثير خائفاً من إبراز انتمائه القومي السرياني الآشوري، مفضلاً تعريف نفسه بالديانة المسيحية.
وذكرت ماريا حنا أن عمل تلفزيون سورويو في حقبة النظام السابق في سوريا كان مقتصراً على تغطية الفعاليات الدينية فقط، ومع تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، أُتيح لهم المجال للمطالبة بالحقوق القومية للشعب السرياني الآشوري في أرضه التاريخية من خلال البرامج واللقاءات، موضحة أنه في ظل الإدارة الذاتية ازدادت حرية كافة المكونات في المنطقة، من حيث ممارسة الطقوس الدينية والفعاليات الثقافية.
وأكدت حنا أنهم تطوروا كثيراً خلال السنوات الأخيرة في العمل الصحفي، وأنهم استطاعوا بإمكانيات بسيطة جداً تطوير تلفزيون سورويو وافتتاح فروع في العراق ولبنان وعدد من الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن أكبر فرع في التلفزيون بعد فرع السويد هو فرع سوريا.
وتطرقت حنا إلى موضوع التعلم باللغة السريانية في المدارس، إذ أشارت إلى أن اللغة السريانية كانت حاضرة فقط في الكنائس والتعليم مقتصر على ساعة واحدة بالأسبوع في عدد محدود من المدارس، إما في ظل الإدارة الذاتية فقد وضعت المناهج كاملة باللغة السريانية، حيث شهد التعلم باللغة السريانية إقبالاً أكبر وخاصة في مقاطعة الجزيرة.
وشرحت ماريا حنا خلال اللقاء معنى كلمة “سورويو” موضحة أنها تعني كلمة جامعة للشعب السرياني الآشوري الكلداني، فهو ينتمي لحضارة واحدة وثقافة واحدة، لكن السياسات التي مورست بحق الشعب السرياني الآشوري الكلداني سعت للتفرقة بين أبناءه.
وكانت مدينة أربائيلو/ أربيل قد احتضنت بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، منتدى “أصوات نساء بلا حدود” يومي 3 و4 أيار 2025، بمشاركة نحو 60 صحفية وناشطة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، وبحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، وعدد من المؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية.
وركز المنتدى، المدعوم من الحكومة الفرنسية، على تعزيز دور النساء في الإعلام والمجال العام، لا سيما في مناطق النزاع وما بعد النزاع، من خلال ورشات عمل، مناقشات مائدة مستديرة، جلسات بودكاست حية، ومساحات للتواصل.
وكانت من المشاركات في المنتدى، الإعلامية “ماريا حنا”، التي قدمت مداخلة خاصة تناولت فيها واقع الإعلام السرياني في سوريا، والتحديات التي تواجه الصحفيين السريان، خصوصاً في سنوات الصراع وبعد سقوط النظام، كما استعرضت سبل تطوير هذا الإعلام المحلي ليواكب التحولات السياسية والمجتمعية في المنطقة.
وأكدت على أهمية التوثيق الإعلامي بلغات الشعوب الأصيلة ودوره في الحفاظ على الهوية والثقافة وسط الأزمات.
وتخلل المنتدى جلسات ركزت على مستقبل الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي، والتحيزات التقنية، وخطر المعلومات المضللة، بالإضافة إلى جلسة خاصة نظمتها منظمة “هيئة السلطة المخولة” حول أوضاع الصحفيات في سوريا، ودور المرأة في صياغة مستقبل ديمقراطي قائم على العدالة.
وفاة اللاعب الدولي السابق كوركيس إسماعيل عن عمر ناهز 81 عاماً
العراق – نعى الاتحاد العراقي لكرة القدم، مساء السبت، اللاعب الدولي السابق والإداري ا…