الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني المشرقي لمستقبل سوريا الجديد

 دارمسوق (دمشق) – في إعلان تاريخي نُطق به اليوم في دارمسوق (دمشق)، أعلنت مجموعة من المسيحيين السوريين عن تأسيس المجلس الوطني المشرقي، وهي مبادرة جديدة تسعى إلى إعادة رسم مستقبل سوريا بعد سنوات من الدمار والتهجير والمعاناة. يُعد هذا الحدث علامة فارقة في المشهد الاجتماعي والسياسي المعقد بالبلاد.

ويهدف المجلس إلى تنظيم صفوف الجماعة المسيحية السورية المتعددة الأعراق والطوائف، ضمان مشاركتها الفاعلة في إعادة بناء سوريا ذات السيادة والديمقراطية والتعددية. وأكد البيان أن تكتلهم يقوم على المبادئ الجوهرية للثورة السورية؛ الحرية، والكرامة، والعدالة.

الالتزام التاريخي للوحدة

أوضح مؤسسو المجلس الوطني المشرقي الدور التاريخي والأساسي للمسيحيين في المنطقة، مشيرين إلى أن وجودهم في سوريا يعود إلى مهد الحضارات الشرقية الأولى. كما أشاروا إلى المساهمات الكبيرة التي قدمها أبناء هذا المجتمع في بناء الدولة السورية الحديثة، وتطوير التعليم والثقافة وتعزيز الهوية الوطنية الشاملة.

ويهدف المجلس إلى تمثيل المسيحيين السوريين في ميادين الحياة السياسية والمدنية والدفاع عن حقوقهم الوطنية والدينية والثقافية، مع التأكيد على ضرورة إنشاء دولة مواطنة تقوم على حيادية الدولة تجاه جميع الأعراق والثقافات والأديان.

كما كشف الإعلان عن خطط لعقد مؤتمر تأسيسي في دمشق، داعيًا جميع فئات المجتمع السوري للمشاركة الفاعلة، لتعزيز العمل الجماعي والتضامن الوطني وتفعيل صوتهم في رسم مستقبل البلاد.

نحو رؤية موحدة

عبر البيان عن إيمان عميق بإمكانيات سوريا على التجدد، مشددًا على أن المجلس يسعى لبناء سوريا تتسم بالتعايش والمواطنة والسلام، مع تطبيق العدالة الانتقالية التي تمهد الطريق للمصالحة الوطنية. ومن المتوقع صدور المزيد من المستجدات مع تنظيم المؤتمر التأسيسي وتواصل المجلس مع أصحاب المصلحة بشأن جدول أعماله الطموح.

تشكل هذه المبادرة خطوة حاسمة تعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى استعادة وتجديد الهوية الوطنية المتنوعة في سوريا، وتعزيز دور كافة مكوناتها في إعادة بناء الوطن وتحقيق مستقبل يستند إلى قيم الحرية والعدالة والتنوع.