تحالف أثرا يطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الروح الثقافية لعنكاوا
عنكاوا، إقليم كردستان العراق — أصدر تحالف أثرا، الذي يضم أربع أحزاب سياسية من الطائفة الكلدانية والسريانية والآشورية (حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، حزب بث‑نهرين الديمقراطي، والحركة الديمقراطية الآشورية)، بيانًا قويًا يوم 6 ايار 2025 يعكس قلقًا بالغًا حيال التآكل الثقافي والاجتماعي المتسارع الذي يعصف بمدينة عنكاوا. جاء البيان صوتًا أصيلاً لمجتمع محلي طالما عانى من التحولات الديموغرافية والسياسات الانتهازية، مطالبًا الحكومة العراقية باتخاذ تدابير فورية لعكس تلك السياسات التي تقوض الهوية التاريخية لهذه البلدة العريقة.
وأشار البيان إلى أن عنكاوا، التي لطالما كانت معقلًا حيًا للتراث الثقافي والفخر الحضاري في شمال العراق، تشهد الآن تحولات جذرية تبتعد بها عن مجدها القديم. فقد تعرضت البلدة لسنوات طويلة لممارسات سلبية تتمثل في بيع الأراضي للمستثمرين الخارجيين دون مراعاة حقوق السكان الأصليين، ومصادرة الأراضي بشكل تعسفي دون تعويض عادل، بالإضافة إلى التمييز الواضح في توزيع الخدمات البلدية. كما استنكر البيان الارتفاع الملحوظ في عدد المنشآت التي يُزعم أنها تمثل “السياحة الترفيهية”، إلا أنها في الواقع تحولت إلى بارات ونوادي ليلية تُنهي بهدوء على المكان طابعه التراثي وتخضعه لعملية إعادة تشكيل ديموغرافية وثقافية متعمدة.
وفي تصريح سابق بتاريخ 4 ايار، أعلن جوزيف صليوا رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، عن نقد لاذع تجاه الحزب الحاكم المائل نحو الخطاب الكردي، واصفاً هذا الخطاب بـ “الكلام المعسول” الذي لا يعدو أن يكون وعوداً زائفة. إذ أكد صليوا أن المليارات التي تُصرف تحت شعار التسامح والتعايش لا توفر إلا صورة وهمية، فيما تكسو شوارع عنكاوا تغييرات ممنهجة تؤدي إلى تحويلها إلى مساحات يخيم عليها الطابع الليلي، على حساب نصب تذكاري يُخلِّد ذكرى شهداء النضال الطويل لأبناء الطائفة الكلدانية والسريانية والآشورية. وأضاف صليوا بأن هذه السياسات أدت إلى انخفاض حاد في الهوية الثقافية وتهميش السكان الأصليين، مما يزيد من إحباطهم ودفعهم نحو خيارات لا مفر منها.
ويتكاتف كل من تصاريح صليوا والبيان الصادر عن تحالف أثرا للدلالة على أن الوضع الراهن في عنكاوا ليس مجرد تغيير شكلي أو اقتصادي، بل هو مسألة وجودية تمس جوهر مجتمع بُني على الصمود والتضحية. فمما يُلاحَظ أن السياسات الحكومية الراهنة تفضل المستثمرين الخارجيين والمشاريع الانتهازية على حساب صون وترميم المعالم التاريخية، وخاصة تلك التي تحتفي بتضحيات الشهداء والضحايا الذين قدموا أرواحهم من أجل الحرية والكرامة.
وفي سياق أوسع، تُعد رسائل تحالف أثرا وتصريحات صليوا نداءً عاجلاً للسلطات العراقية والمجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لحماية واحدة من أهم الجواهر الثقافية في المنطقة. فالنداء صريح: الحفاظ على تراث عنكاوا واستعادة العدالة في توزيع الموارد والخدمات، وضمان أن تبقى الأصوات المحلية مسموعة في مواجهة السياسات التي تضع المصلحة الاقتصادية فوق استمرارية الهوية الثقافية.
ومع تصاعد مستوى التوتر واستمرار استياء الجماهير، يترقب سكان عنكاوا مستقبل بلدتهم على موازين حاسمة؛ فالقضية ليست مجرد نقاش سياسي عابر، بل هي مسألة وجودية تُحدد ما إذا كانت عنكاوا ستظل شاهدة حية على قرونٍ من الفخر والتراث أم ستتحول إلى قصة تحذيرية عن فقدان الهوية والتغيير الذي لا رجعة فيه.
تحالف ندى.. اختتام أعمال اليوم الثاني مع “إلهام مطلي” والمحامية “ساندرا”
السليمانية، إقليم كردستان العراق – على هامش فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر التحالف النس…