12/05/2025

حزب العمال الكردستاني يُعلن رسمياً إنهاء أربعة عقود من الكفاح المسلح مع تركيا في مؤتمره الثاني عشر، ويتحول إلى النضال السياسي الديمقراطي

 جبال قنديل أعلن حزب العمال الكردستاني (Partiya Karkerên Kurdistanê – PKK) رسميًا حلّ نفسه، منهياً بذلك نزاعًا مسلحًا استمر 40 عامًا مع الدولة التركية، في خطوة تُعد تحولًا تاريخيًا في المشهدين السياسي والأمني في المنطقة. 

وجاء هذا القرار خلال المؤتمر الثاني عشر للحزب، الذي شهد اجتماعًا رفيع المستوى لقيادته. وأوضح متحدثو الحزب أن هذه الخطوة جاءت استجابةً لـ تحولات الديناميكيات الإقليمية وتطور تطلعات الشعب الكردي.” 

وأكد الحزب أنه أنجز مهمته التاريخية المتمثلة في تجاوز سياسات الإنكار والتهميش، وأنه نقل القضية الكردية إلى مسار الحل الديمقراطي. وقرر المؤتمر، بناءً على ذلك، حلّ الهيكل التنظيمي للحزب، وإنهاء العمل المسلح، وتكليف الزعيم الكردي عبد الله أوجلان بقيادة المرحلة الانتقالية. 

ورغم مرور 27 عامًا على عزله في سجن إمرالي، أشار الحزب إلى أن أوجلان ظل يدعو إلى تسوية سلمية وديمقراطية للقضية الكردية، وطور من خلال مقاومته تصورًا جديدًا يقوم على الديمقراطية، والبيئة، وتحرير المرأة، باعتباره نموذجًا بديلًا للحرية يخاطب الكرد والنساء والشعوب المضطهدة حول العالم. 

وأكد المؤتمر أن نضال الحزب سيستمر من خلال الوسائل الديمقراطية، من أجل بناء مستقبل يقوم على الحرية والمساواة. كما دعا إلى إشراك الفئات المهمشة، من العمال والنساء والشباب والمكونات الدينية، في بناء مجتمع عادل وديمقراطي من خلال الدفاع عن حقوقهم وتعزيز التعايش السلمي المشترك. 

وأوضح الحزب أن هذه الخطوة تهدف إلى إرساء دعائم السلام الدائم والحل الديمقراطي الشامل، مؤكدًا أن نجاح المرحلة المقبلة يتطلب إطلاق دور عبد الله أوجلان، وضمان الاعتراف بالحقوق السياسية الديمقراطية، وتوفير ضمانات قانونية صلبة. كما وجّه دعوة مفتوحة إلى البرلمان التركي، والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، والمثقفين، للمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع سلمي قائم على العدالة والمساواة.


Image: ANF News
Image: ANF News

محطة تاريخية 

تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وأطلق كفاحه المسلح في عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة. وخلال العقود الماضية، أودى النزاع بحياة عشرات الآلاف وتسبب في نزوح واسع النطاق. وتُصنّف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب منظمة إرهابية، ما شكل عقبة أمام محاولات الوصول إلى تسوية سلمية. 

وفي السنوات الأخيرة، خفّف الحزب من عملياته المسلحة، وركز على تعزيز الحقوق الثقافية والسياسية للشعب الكردي. 

ورغم انتهاء الكفاح المسلح، لا تزال الحركة الكردية الأوسع نشطة في سعيها لنيل الحقوق السياسية والثقافية. وقد دعت الأحزاب الكردية ومنظمات المجتمع المدني إلى استئناف الجهود السياسية لحل القضية بوسائل سلمية. 

لكن خبراء يحذرون من أن التحديات لا تزال قائمة. وفي هذا السياق، قالت المحللة السياسية الدكتورة ليلى آقين: “حلّ حزب العمال الكردستاني لا يعني بالضرورة انتهاء القضية الكردية في تركيا. من الضروري أن ينخرط الجانبان في حوار حقيقي يضمن حلاً دائمًا.” 

يمثل هذا القرار نقطة تحول فارقة في تاريخ الصراع الكردي التركي، إلا أن المظالم الجوهرية التي أدت إلى نشوء الحزب لم تُعالج بالكامل بعد، ولا تزال الحاجة ملحة لحوار شامل يضمن مستقبلًا سلميًا وعادلًا لجميع الأطراف.

‫شاهد أيضًا‬

العراق ينقل تسعمائة وخمسين نازحًا من مخيم الهول لموطنهم في العراق

سوريا- العراق- يُعتبر العراق من الدول الرئيسية التي تواصل تنفيذ عمليات إعادة مواطنيها من ا…