13/05/2025

قائد “قسد” يرحب بحلّ حزب العمال الكردستاني ويصفه بـ “بداية جديدة للسياسة والسلام”… وأردوغان يشترط شمول شمال وشرق سوريا

بيث نهرين — أعلن حزب العمال الكردستاني خلال مؤتمره الثاني عشر المنعقد في شمال العراق بتاريخ 12 أيار/مايو، إنهاء صراعه المسلح المستمر منذ أكثر من أربعة عقود ضد تركيا، معلنًا تحوّله إلى النضال السياسي الديمقراطي. وجاء هذا القرار التاريخي استجابة لدعوة زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، ما أثار ردود فعل واسعة تراوحت بين الترحيب الحذر والدعوات لمزيد من الخطوات العملية في سبيل السلام. 

مواقف متباينة بين قوات سوريا الديمقراطية وأنقرة 

أعرب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، عن ترحيبه بقرار الحزب، واصفًا إياه بأنه “مرحلة جديدة من السياسة والسلام في المنطقة”. وقال عبدي في بيان صدر يوم الإثنين: “نثمّن قرار الحزب بحل بنيته التنظيمية، وإنهاء الكفاح المسلح، وتبنّي النهج الديمقراطي”، داعيًا جميع الأطراف المعنية إلى “تقديم الدعم اللازم لضمان نجاح هذه المرحلة”. 

في المقابل، رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقرار، معتبرًا إياه “خطوة مهمة نحو تعزيز أمن البلاد واستقرار المنطقة وترسيخ الأخوّة الأبدية للشعب التركي”، لكنه شدد على أن يشمل هذا القرار امتدادات الحزب في سوريا والعراق وأوروبا. وقال: “ننظر إلى هذا الإعلان على أنه يشمل جميع فروع المنظمة، وخاصة في شمال العراق وسوريا وأوروبا”. 

قيادات كردية وقومية تركية تشيد بأوجلان 

وفي أول رد كردي رسمي، وجّه الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرتاش، شكره لقيادة حزب العمال الكردستاني ولعبد الله أوجلان على استجابتهم لدعوات السلام. وفي رسالة بخط يده نقلتها السياسية بيروين بولدان، دعا دميرطاش الكرد والأتراك إلى “العمل المشترك بإخلاص من أجل تحقيق السلام والازدهار والديمقراطية والحريات، ودفع تركيا نحو التقدّم في مختلف المجالات”. 

من جانبه، وصف زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت بختشلي، دعوة أوجلان لإلقاء السلاح بأنها “مسؤولية تاريخية”، مؤكدًا أن “الصفحة الدموية التي كُتبت بالخيانة طيلة 47 عاماً قد طُويت إلى الأبد”. وأضاف: “الترك والكرد شعب واحد في وطن مشترك، والمستقبل سيكون مشتركًا أيضاً”. 

تفاؤل دولي حذر 

أشادت وزارة الخارجية العراقية بالقرار، واعتبرته “فرصة حقيقية لدفع جهود السلام وإنهاء النزاعات”، معربة عن أملها في أن يُسهم هذا التطور في إنهاء “الذرائع التي تستند إليها بعض القوى الأجنبية لتبرير وجودها العسكري على الأراضي العراقية”. 

من جهتها، نقلت السفارة الأمريكية في تركيا عن وزير الخارجية ماركو روبيو قوله: “حينما تُلقي التنظيمات الإرهابية سلاحها، يكون ذلك انتصارًا للحضارة. قرار حزب العمال الكردستاني يمثل نقطة تحوّل مهمة”. وأكدت واشنطن دعمها لتركيا في “مسارها نحو سلام دائم وأمن مستقر”. 

أما وزارة الخارجية الألمانية، فقد وصفت الخطوة بأنها “تطور مهم لكسر دوامة الإرهاب والعنف والانتقام”، لكنها شددت على أن “القرار وحده لا يكفي لتغيير تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية”، مؤكدة أن أي حل دائم يجب أن يضمن “احترام الحقوق الثقافية والديمقراطية للكرد داخل تركيا”. 

‫شاهد أيضًا‬

اتحاد المنظمات العلوية يدين أعمال العنف في تلكلخ بريف حمص

حموث (حمص) سوريا-  أدان الاتحاد الفيدرالي للمنظمات العلوية في بيان، أعمال العنف التي اُرتك…