15/05/2025

المجلس الوطني المشرقي الذي يعمل من اجل كافة المسيحيين السوريين: “شرعيتنا من المجتمع المسيحي السوري”

دارمسوق (دمشق)- مثّل تأسيس المجلس الوطني المشرقي خطوة كبيرة في سبيل نيل المسيحيين حقوقهم المشروعة في سوريا، عقب ما شهدته من حرب طاحنة طيلة السنوات السابقة، وحول هذا الموضوع، التقت فضائية سورويو باثنين من مؤسسي المجلس، وهما أفرام إسحق ووضاح الخوري، عبر برنامج نقاش مفتوح، الذي يقدمه كارلوس حنا.

وأكد إسحق أنه في ظل المرحلة الحساسة التي عاشتها سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، كان من الضروري، ومن واجبنا أن ننظم شعبنا وأن نوحد نفسنا، وأن نوحد رؤيتنا السياسية كي نثبت نفسنا كشعب أصيل في سوريا.

وأشار إلى إجراء لقاءات مع نشطاء من كافة الأراضي السورية التي يتواجد فيها المسيحيون، بهدف إطلاق مشروع وطني ضمن سوريا، يعمل على إيصال الصوت المسيحي، ويعمل على أن يكون للمسيحيين دور في بناء الوطن.

وأوضح الخوري في مداخلته، أن المجلس يهدف إلى تمكين المسيحيين في الحياة السياسية والمدنية في سوريا، والدفاع عن حقوقهم الوطنية والدينية والثقافية، وأشار إلى دور المسيحيين في تأسيس دولة المواطنة في سوريا، وتكريس حيادية الدولة تجاه الثقافات والقوميات والأديان.


وضاح الخوري
وضاح الخوري

وأضاف أن المجلس يهدف إلى أن يكون التعدد الديني والثقافي، ركيزة للوحدة الوطنية في سوريا، والمحافظة على خصوصية الهوية المسيحية واللغة الأم، والاعتراف بقومية المسيحيين ضمن الهوية السورية الجامعة، وحق المسيحيين في ممارسة طقوسهم.

وأشار إسحق إلى أن المقر الرئيسي للمجلس سيكون في العاصمة السورية دمشق، مع وجود مقرات فرعية في كافة المناطق التي يتواجد فيها المسيحيون، منوهاً إلى أنهم في صدد تجهيز لجنة تحضيرية للمؤتمر التأسيسي، الذي سيُعقد في المستقبل القريب.

ونفى الخوري أن تكون فكرة تأسيس المجلس مرتبطة بما شهده الساحل السوري من أعمال دموية خلال شهر آذار الماضي، أو ما عاشته المناطق ذات الغالبية الدرزية مؤخراً، وأشار إلى أن الفكرة كانت موجودة بعد سقوط النظام السابق، وعملوا على تأسيس المجلس بعد أسبوع من سقوط الأسد.

وأوضح إسحق أن ما يميز المجلس عن الكيانات المسيحية الأخرى عدة أمور، أبرزها الاسم الذي يسمح أن يضم الكثير من المؤسسات والشخصيات من كافة المدن والبلدات السورية التي يتواجد فيها المسيحيون.

وأشار الخوري إلى أن كلمة المشرقي في اسم المجلس، يُقصد بها مسيحيو المشرق الذين هم أصحاب هذا البلد، وتقع عليهم مسؤولية بناء الدولة السورية.

وحول موقف المجلس من الحكومة السورية الانتقالية والمعارضة السياسية التقليدية، أكد إسحق أن عمل المجلس سيكون تحت سقف الوطن، مشيراً إلى أنه في حال صياغة قانون لتنظيم العمل السياسي، سيتقدمون بطلب لترخيص العمل ضمن الأطر القانونية.

وأكد خوري أن المجلس يتبنى مشروعاً وطنياً شاملاً لكل المسيحيين الموجودين على الأراضي السورية، مضيفاً أن أحد أهم أهداف المجلس تتمثل بوحدة الجغرافية السورية، وكذلك وحدة الشعب السوري.

وأشار إسحق إلى أنهم يسعون لتمثيل كافة طبقات الشعب المسيحي، منوهاً إلى أنهم أجروا زيارات إلى كنائس سورية في دمشق، وأطلعوا المسؤولين عنها على برنامج المجلس، ونالوا المباركة من معظم رؤساء الكنائس.


أفرام إسحق

وأعرب إسحق عن رفض المجلس لأي تدخل خارجي سلبي في الشؤون السورية، ويدافع عن وحدة سوريا، بالمقابل رحب بالتدخل الدولي الساعي لإعادة إعمار البلاد.

وحول تحالفات المجلس، أوضح خوري أنه لا يوجد تحالفات مع أي أحد في الوقت الحالي، مؤكداً أن هدفهم حالياً الاهتمام بجميع مسيحي المشرق، ورحب خوري باتفاق قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، لما فيه مصلحة البلاد والشعب السوري الذي بارك هذا الاتفاق.

وأضاف أن المجلس يسعى لعقد المؤتمر التأسيسي، في سبيل الوجود في كافة المدن السورية، مشيراً إلى أنه يستمد شرعيته من الشارع المسيحي السوري بدرجة أولى.

وحول التحديات التي يمكن أن يواجهها المجلس، ذكر إسحق أن الهجرة هي التحدي الأكبر الذي يواجه المسيحيين في سوريا، إذ أنها تساهم بتقليص عدد المسيحيين في مدن سورية، وغير ذلك فكل التحديات الأخرى من السهل التعامل معها من خلال العمل المشترك، وفق وصفه.

وأشار خوري إلى الترحيب الذي لاقاه المجلس من قبل الشارع المسيحي في المدن السورية، الذي بارك هذا العمل وساند المجلس، منوهاً إلى أن الحكومة الانتقالية السورية لم تعلق بعد على تأسيس المجلس.

وناشد كل من أفرام إسحق ووضاح خوري المسيحيين المغتربين، بدعم المجلس ومساعدة الأشخاص الراغبين بالعودة إلى موطنهم الأصلي، ووجها الدعوة لكافة المسيحيين في المغترب للمشاركة في المؤتمر التأسيسي.


‫شاهد أيضًا‬

مطار القامشلي تحت سلطة إدارية جديدة من قبل المجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا

زالين (القامشلي)، شمال وشرق سوريا — في تحول إداري مهم، أصدر المجلس التنفيذي للإدارة الذاتي…