16/05/2025

حزب الاتحاد السرياني العالمي يتحالف مع القوات اللبنانية لإعادة تشكيل المشهد الانتخابي في زحلة

 استناداً إلى تقرير صحيفة النهار العربي 

زحلة – لبنان مع بزوغ فجر الحادي والعشرين من أيار، عمّت أجواء من التفاؤل أرجاء مدينة زحلة. ففي سابقة انتخابية، برز حزب الاتحاد السرياني العالمي كقوة فاعلة في الانتخابات البلدية لهذا العام، من خلال تحالف تاريخي مع حزب القوات اللبنانية، ضمن حملة انتخابية حملت شعار “قلب زحلة“. 

رشّح التحالف المشترك المهندس سليم غزالة لرئاسة البلدية، كما ضمّ إلى لائحته المؤلفة من 21 عضوًا مرشحيْن سريانييْن بارزيْن. وللمرة الأولى، يحظى أبناء الطائفة السريانية بفرصة لتمثيل فاعل في السلطة المحلية، يتجاوز حدود حي السيدة التاريخي. 

رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي، إبراهيم مراد، قال في منشور له عبر “فيسبوك”: “لسنا تفصيلاً هامشيًا… مستقبل مجتمعنا مرتبط بمستقبل زحلة، واليوم نشارك في قيادتها.” 

تحالف قائم على رؤية مشتركة 

يُعَدّ هذا التحالف دلالة على توجه جديد في العمل البلدي، يسعى إلى إشراك جميع مكونات المجتمع الزحلي. ومن خلال دعم مرشحيْن سريانييْن، كلاهما من التربويين والناشطين في المجتمع المدني، يبعث التحالف برسالة واضحة: الديمقراطية تزدهر بالشراكة والتنوّع. 

الناشطة في الشأن المحلي، ليلى فاخوري، اعتبرت أن “هذا التحالف يمثّل تحوّلاً في السياسة الزحلية، ويعكس إدراكًا متزايدًا بأن التغيير المستدام لا يتحقق إلا من خلال احتضان كل مكونات المدينة.” 

وجوه شابة ورؤية متجددة 

المرشح لرئاسة البلدية، سليم غزالة (ثمانية وثلاثون عاما) يتمتع بخبرة واسعة في مجال الطاقة المتجددة في أوروبا، ويضع نصب عينيه رؤية تنموية مستدامة لزحلة. وقد قام بعدد من اللقاءات الشعبية مع أعضاء حزب الاتحاد السرياني، لإرساء نهج تشاركي حقيقي. 

أما المرشحان السريانيان، فاستطاعا عبر لقاءات ثنائية اللغة في المراكز الثقافية والمقاهي، حشد التأييد الشعبي من خلال تعهدهما بإدراج اللغة الآرامية في المدارس الرسمية، والعمل على دعم المشاريع الرامية إلى حماية التراث السرياني. 

تحفيز “الكتلة الصامتة” 

استقطب التحالف شريحة واسعة من الناخبين غير المنتمين للأحزاب الكبرى، والذين يُقدَّر عددهم بنحو 40% من مجموع ناخبي المدينة. فقد انتشر متطوّعو حملة “قلب زحلة” في الأحياء، حاملين رؤى التحالف ومشروعه الجامع. 

تقول الناشطة الميدانية سميرة حداد: “كثيرون قالوا لنا: ‘أخيرًا هناك من يشعر بنا’. مرشحو حزب الاتحاد السرياني يتواصلون مع عائلات لطالما شعرت بالتهميش.” 

بين الخبرة والتجديد 

في حين ترتكز لائحة “الرؤية والقرار” التي يقودها رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب على تجربة السنوات الماضية ومشاريع البنى التحتية المنجزة، يُقدّم تحالف “قلب زحلة” طرحًا يقوم على الشراكة والتجدّد، جامعًا بين الكفاءة التقنية للمرشح غزالة والرؤية الثقافية والمجتمعية للمرشحين السريان. 

يقول إبراهيم مراد: “لسنا بصدد إلغاء الماضي، بل نريد البناء عليه وإسماع صوت طال صمته.” 

نموذج يُحتذى في العمل البلدي 

يرى مراقبون أن ما يجري في زحلة قد يُشكّل نموذجًا للتحالفات العابرة للطوائف في السياسة المحلية اللبنانية، لاسيّما في ظل تزايد مطالب المكوّنات المجتمعية الصغيرة بدور أكبر في الحكم المحلي. 

تقول الدكتورة نادين طنوس، أستاذة العلوم السياسية: “صعود حزب الاتحاد السرياني يُجسّد مرحلة نضج سياسي، حيث تسعى المجتمعات المصغّرة إلى المشاركة الفعلية في إدارة شؤونها. وقد تكون تجربة زحلة فاتحة لمسارٍ جديد في الحكم المحلي الشامل.” 

ومع اقتراب موعد الاقتراع، تقف زحلة أمام مفترق طرق بين الاستمرارية والتغيير. وفي هذا السياق، يقدّم تحالف “قلب زحلة” للسريان وسائر أبناء المدينة فرصةً للمشاركة في رسم معالم مستقبلٍ أكثر شمولًا وعدالة. 

‫شاهد أيضًا‬

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة يجري زيارة للبنان لتفقد المناطق المتضررة من النزاع

لبنان- أجرى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، R…