المسؤولون اليونانيون يحيون ذكرى الإبادة الجماعية لليونانيين البنطيين.. والمسؤولون الأتراك ينكرون حدوثها

أثينا / أنقرة — في التاسع عشر من أيار/مايو، يوم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية لليونانيين البنطيين، أصدر المسؤولون اليونانيون والأتراك بيانات متضادة بشدة حول هذه المأساة التاريخية التي لا تزال تشكل نقطة خلاف بين البلدين.

أحيا رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، ذكرى الضحايا مؤكداً على الفظائع التي ارتُكبت بحق اليونانيين البنطيين في أوائل القرن العشرين. وقال في بيان رسمي:
“إنها صفحة مظلمة في تاريخ البشرية، والإبادة تنتهك جوهر كل قيمة إنسانية. من واجبنا أن نبقي هذه الذاكرة حية، وأن نناضل من أجل الاعتراف بالحقيقة التاريخية دون أن ننسى الماضي.”
وأضاف مشيدًا بصمود المجتمع البنطي:
“إن إرثهم لا يزال حيًا في كل زاوية من البلاد، وفي كل جيل جديد يحمل عبء وكرامة هذا الإرث. سنبقى دائماً إلى جانبهم — في صف الحقيقة والعدالة.”

بدوره، كرر رئيس البرلمان اليوناني، كونستانتينوس تسولا، الدعوة للاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية، قائلاً:
“الاعتراف الدولي هو أقل ما يمكن تقديمه تكريماً لليونانيين البنطيين الذين فقدوا أرواحهم، كما أنه يسهم في الجهود العالمية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.”

على الجانب الآخر، رفضت تركيا بشدة تصريحات المسؤولين اليونانيين. وأصدر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بياناً وصف فيه تلك التصريحات بأنها “وهمية” و”لا تتوافق إطلاقاً مع الحقائق التاريخية.”
وأكد أن هذه الادعاءات تهدف، بحسب تعبيره، إلى “تشويه صورة حرب الاستقلال التركية التي قادها مصطفى كمال أتاتورك والتي بدأت في 19 أيار/مايو 1919.”

الإبادة الجماعية لليونانيين البنطيين وقعت بين عامي 1914 و1923، وأدت إلى مقتل أكثر من 350,000 يوناني من منطقة البنطس الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأسود. وقد اعترفت اليونان رسمياً بهذه الأحداث كإبادة جماعية في عام 1994، معلنة التاسع عشر من أيار/مايو يوماً وطنياً لإحياء الذكرى.

من جهتها، تنكر تركيا باستمرار وجود سياسة ممنهجة للإبادة، وتصر على أن الوفيات وقعت في سياق الحرب والفوضى التي سادت تلك الفترة. ويؤكد المسؤولون الأتراك أن الاتهامات الموجهة إليهم لا تستند إلى أدلة موثوقة، وهو موقف مماثل لما تتخذه تركيا بشأن الإبادات الجماعية الأخرى، مثل الأرمن والسريان (الآشوريين–الكلدان–الآراميين).