وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يحذّر من انهيار وشيك للحكومة الانتقالية السورية

واشنطن العاصمة — وجّه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحذيراً شديد اللهجة إلى الكونغرس في 20 أيار، متوقعاً انهياراً وشيكاً للحكومة الانتقالية السورية برئاسة أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم “أبو محمد الجولاني” خلال قيادته لتنظيم “هيئة تحرير الشام” الإسلامي، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية كارثية. 

جاء تصريح روبيو المتشائم بالتزامن مع إعلان واشنطن رفع عقوبات رئيسية عن سوريا، في خطوة تهدف إلى دعم استقرار البلاد. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، خلال ندوة نظمها مجلس الشؤون الخارجية في مدينة بالتيمور، عن كواليس الصعود المفاجئ لأحمد الشرع. وأوضح فورد أن منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات استعانت بخبرته مطلع عام 2023 لتأهيل الشرع سياسياً لقيادة المرحلة الانتقالية. وأشار إلى مشاركته في ثلاثة اجتماعات: اثنان منها عُقدا في إدلب عام 2023، وثالث بعد تولّي الشرع منصب الرئاسة في كانون الثاني 2024، حيث قدّم خلالها ما وصفه بـ “التدريب السياسي والدعم اللازم لكسب الشرعية“. 

غير أن الرئاسة الانتقالية السورية نفت بشكل قاطع، في بيان صادر في 20 أيار، رواية فورد، مؤكدة أن لقائه بالشرع تم بالفعل ضمن وفد بريطاني، لكن النقاشات اقتصرت على تقييم عام لتجربة الحكم في إدلب خلال فترة المعارضة. ووصفت المزاعم المتعلقة بالتأهيل السياسي أو التدريب القيادي بأنها “عارية عن الصحة“. 

تعكس هذه التطورات هشاشة المشهد السياسي السوري في مرحلة ما بعد الأسد، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على النظام الانتقالي الجديد. وبينما تثير تحذيرات روبيو، وكشف فورد، ونفي الرئاسة جدلاً واسعاً حول شرعية الحكومة الانتقالية واستقرارها، يبقى مستقبل سوريا معلّقاً في ميزان بالغ الدقة.