الاتحاد السرياني الأمريكي: لا رفع للعقوبات الأمريكية دون “التزامات حاسمة من النظام السوري” 

واشنطن العاصمة — أقرّ الاتحاد السرياني الأمريكي بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتزام الولايات المتحدة تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وكان ترامب قد أعلن ذلك الأسبوع الماضي خلال منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي في الرياض، مشيرًا إلى أن العقوبات كانت “قاسية ومؤلمة”، لكنها أدّت وظيفة مهمة. 

وفي بيان نُشر على منصة “إكس”، رحب الاتحاد السرياني الأمريكي بالقرار المحتمل لتخفيف أو رفع العقوبات الأمريكية، لكنه في الوقت ذاته دعا إلى توخي الحذر. وأكد الاتحاد أنه يثمّن مثل هذه الجهود، إلا أنه ومع انتقال السياسة إلى حيّز التنفيذ، شدد على أن “من الضروري أن يكون أي تخفيف للعقوبات مشروطًا بمبادئ أساسية تتعلق بالكرامة والحقوق والأمن لجميع السوريين.” 

وأشار الاتحاد إلى أن الحكومة الأمريكية يجب أن تربط بوضوح أي تخفيف أو إنهاء للعقوبات بالتزامات حاسمة من قبل النظام السوري. وتتمحور هذه الالتزامات الثلاثة حول: الشرطة المحلية، والمساواة أمام القانون، ومنع عودة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). 

فيما يخص الشرطة المحلية، دعا الاتحاد إلى اعتماد نموذج شرطي مجتمعي، يُناط فيه حفظ الأمن بأبناء المنطقة أنفسهم، ما من شأنه أن يعزز الثقة ويقلل من التوترات ويساهم في إعادة بناء النسيج الاجتماعي. ففي المناطق المسيحية أو الدرزية، ينبغي أن يتولى المسيحيون أو الدروز الشأن الأمني على التوالي. كما شدد الاتحاد على ضرورة انسحاب الجماعات المسلحة التي “تعمل خارج هذه المبادئ وتفاقم حالة عدم الاستقرار” من تلك المناطق. 

واختتم البيان بالتحذير من أن الفشل في القضاء على التهديدات المتطرفة الجهادية، وعدم بناء دولة قائمة على أسس ديمقراطية وتعددية ومشاركة شاملة لكافة الأعراق والثقافات والأديان، “سيكون له عواقب وخيمة على جميع السوريين.” 

وأضاف: “إذا كانت الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق السلام المستدام وحماية المجتمع التعددي في سوريا، فلا ينبغي أن تكون العقوبات مجرد أداة عقابية، بل وسيلة مبدئية للمطالبة بالإصلاح الحقيقي، والمساواة في الحقوق، وتحقيق الأمن للجميع.”