‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

منتدى مجلس سوريا الديمقراطية في زالين يسلّط الضوء على الوحدة وسط نقاشات حادة

زالين ، شمال وشرق سوريا – تحت شعار أهمية التفاوض من أجل مستقبل ديمقراطي حر، عقد مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) منتدى حيوياً في مدينة زالين (القامشلي)، جمع ممثلين عن مكونات المجتمع السرياني والكردي والعربي، إلى جانب شخصيات سياسية وقيادات من المجتمع المدني، لمناقشة ثلاث قضايا محورية: حالة المفاوضات مع دارمسوق (دمشق)، مستقبل التعليم، وبناء التحالفات بين المكونات المختلفة. 

وجاء المنتدى في ظل مشهد سياسي وإداري معقد تعيشه المناطق السورية، حيث لا تزال العملية السياسية متعثرة والنسيج الاجتماعي يواجه تحديات متعددة. ومع ذلك، شدّد مجلس سوريا الديمقراطية على أن الحوار والوحدة هما الأداتان الأساسيتان لبناء مستقبل ديمقراطي شامل. 

ثلاث كلمات رئيسية افتتحت النقاش، قدّم خلالها المتحدثون رؤاهم التفصيلية في مجالاتهم.
فوزة يوسف، عضو فريق التفاوض التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، استعرضت تعقيدات الحوار الجاري مع الحكومة السورية المؤقتة في دارمسوق (دمشق)، مشيرةً إلى تحقيق بعض التقدم الفني، إلا أن غياب التوافق السياسي الداخلي لا يزال يشكّل عائقاً أمام تعميق العملية التفاوضية. 

سميرة حاج علي وجّهت الحديث نحو الإصلاح التربوي، مشددةً على ضرورة وجود منهاج تعليمي يعكس التعددية الثقافية السورية. وقالت: “يجب أن يُصاغ نظامنا التعليمي بالتشاور مع المعلمين والأهالي والمجتمع، بما يضمن احترام الهوية الثقافية واللغوية لكل مكون.” 



أما خبات عليكو، عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية، فركّز على أهمية بناء تحالفات سياسية تتجاوز الفروقات القومية والفكرية، مشيراً إلى أن التعاون بين القوى الديمقراطية من مختلف الخلفيات هو أساس أي منصة تفاوضية ناجحة. 

رغم نبرة التفاؤل العامة، شهد المنتدى تدخّلات جريئة من الحضور المحليين. أبرزها كان من الناشط المجتمعي عبد المسيح قرياقس، الذي أمضى 17 عاماً في سجون النظام البعثي، وشهد خلالها – حسب قوله – “الكثير من التعذيب والقتل”. دعا قرياقس إلى معالجة الانقسام المجتمعي المتزايد، قائلاً: 

المحافظة مقسومة عمودياً: طرف كردي شعبي يرفض كل ما له صلة بالعرب، وطرف عربي شعبي يرفض المشروع كله. هذا خطأ جسيم. نحن شعب واحد، وإنسان واحد، وقلب واحد.” 

واستعرض مبادرة محلية قام بها ومجموعة من النشطاء لتقريب وجهات النظر وتعزيز التعايش. ودعا الإدارة الذاتية إلى التواصل الجاد مع الجمهور العربي: 

الجمهور العربي هنا يحترم الشريعة ويشعر بالتهميش. يجب أن نتحاور معهم، لا أن نفرض عليهم اللامركزية وكأنها مطلب كردي فقط. لنجلس معهم ونسألهم: ماذا تريدون؟ ما هي مخاوفكم؟ ربما نقنعهم بجدوى اللامركزية عبر الحوار، لا بالشعارات أو القوة.”



وفي مقابلة لاحقة، أكد حسن محمد علي، مسؤول العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية، لمراسل سيرياك برس على أهمية المشاركة الشعبية، قائلاً: 

نحن لا زلنا في البداية، ولكن هدفنا أن يكون لكل السوريين – عرباً وكرداً وسرياناً – دور واضح في العملية التفاوضية، وأن يسهموا في صياغة مستقبل البلاد. هذا هو الطريق نحو التغيير الحقيقي.” 

وأضاف أن “بناء شراكات فعّالة بين القوى الديمقراطية من جميع المكونات هو حجر الأساس في تشكيل منصة تفاوض موحدة”، مشيراً إلى أن “الاتفاقات الفنية التي أُبرمت في الشيخ مقصود وسد تشرين تُظهر أن التعاون المحلي يمكن أن يثمر نتائج ملموسة، حتى وإن كانت محدودة النطاق.” 

كما عبّر بشير إسحق سعدي، نائب المنظمة الآشورية الديمقراطية، عن دعمه لرؤية تعددية، قائلاً: 

نحن نؤمن بسوريا ديمقراطية علمانية، يتمتع فيها جميع المكونات الوطنية – عرب، كرد، آشوريون، سريان، تركمان، أرمن – بحقوق متساوية ضمن هوية وطنية جامعة.” 

وفي ختام المنتدى، أبدى عدد من المشاركين تفاؤلاً حذراً، معبّرين عن أملهم في أن تساهم هذه اللقاءات في ترميم الثقة المتآكلة، والحد من الاستقطاب، وتوفير أرضية حقيقية لتسوية سياسية شاملة وعادلة في سوريا. 



 

‫شاهد أيضًا‬

هجوم مميت على كنيسة مار إلياس التاريخية أثناء القدّاس يسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة العشرات

دارمسوق (دمشق) — هزّ تفجير انتحاري، يوم الأحد، كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس، إحدى أقدم …