‫‫‫‏‫6 أيام مضت‬

الجبهة المسيحية في لبنان تطالب بإلغاء احتفالات «يوم المقاومة والتحرير» وتتهم حزب الله بالهيمنة على الدولة

بيروت — دعت الجبهة المسيحية في لبنان، وهي ائتلاف يضم أحزابًا سياسية ومؤسسات مجتمع مدني مسيحية، إلى إلغاء العطلة الوطنية السنوية المعروفة باسم «يوم المقاومة والتحرير»، واصفة إياها بأنها رمز لتزايد هيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة. 

وجاء في بيان أصدرته الجبهة عقب اجتماعها الأسبوعي في منطقة الأشرفية بالعاصمة بيروت، تحذير من أن لبنان يواجه خطر الوقوع في «فخ التلكؤ والمناورات والمساومات السياسية» التي يديرها حزب الله. واتهم البيان الميليشيا المدعومة من إيران باستخدام المفاوضات الجارية مع الحكومة للتهرب من التزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1701 و1559، التي تدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات وتعزيز سيادة الدولة. 

وقال البيان: «إن ممارسات حزب الله لا تخدم أهداف الوحدة الوطنية أو السيادة، بل تسعى إلى فرض واقع سياسي وأمني موازٍ من خلال تهديد السلاح، مما يقوض شرعية الدولة اللبنانية ويهدد تماسك نظامها السياسي». 

وأعربت الجبهة المسيحية عن قلقها من عجز الحكومة عن معالجة ما وصفته بانتهاكات حزب الله المتكررة، مشيرة إلى حوادث مثل عرقلة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان والهتافات الاستفزازية التي استهدفت رئيس الوزراء نجيب ميقاتي خلال فعالية عامة في بيروت. وفي كلا الحالتين، لاحظ الائتلاف عدم اتخاذ أي إجراءات قانونية أو اعتقالات. 

وأضاف البيان: «هذا التقاعس المستمر يعكس تآكلًا خطيرًا في سلطة الدولة». 

وأبرزت الجبهة انتقادها الشديد لاستمرار الدولة في الاحتفال بيوم 25 أيار، الذي يحيي انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، بوصفه عطلة وطنية. ورأت الجبهة أن هذا الانسحاب لم يكن نصرًا للمقاومة المسلحة لحزب الله، بل نتيجة تفاهمات إقليمية بين إيران وإسرائيل والنظام السوري، وليس فعلًا حقيقيًا للتحرير. 

وقالت الجبهة: «ما يسمى بالمقاومة ضمن الأمن على الحدود الجنوبية وحافظ على الهدوء لإسرائيل في ظل ترتيبات إيرانية-إسرائيلية بدعم سياسي وأمني من نظام الأسد. لم يكن تحريرًا، بل استبدال شكل من الاحتلال بآخر». 

واقترحت الجبهة اعتماد 26 نيسان، ذكرى انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005، كعطلة وطنية تعكس الاستعادة الحقيقية للسيادة اللبنانية. 

وعلى الصعيد الجيوسياسي الأوسع، رحبت الجبهة بالاجتماع رفيع المستوى الذي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وزعيم المعارضة السورية الانتقالية، واصفة إياه بـ«المنبه من سبات طويل»، ومثمنة دوره في تشكيل نظام جديد في الشرق الأوسط بقيادة النفوذ الأمريكي والخليجي. 

وختم البيان بدعوة لبنان إلى اعتماد نهج «واقعي وعملي» لمستقبله، يشمل نزع سلاح حزب الله، وتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل استنادًا إلى اتفاق الهدنة لعام 1949، والمشاركة الفعالة في المبادرات الإقليمية والدولية للتعاون. 

وحذرت الجبهة: «إذا أراد لبنان أن يتجنب أن يصبح جيبًا مهمشًا في الشرق الأوسط الجديد، فعليه أن يعمل لمصلحته الخاصة، التي تُعرّف بالسيادة والسلام والاندماج، لا بالاعتماد على السلاح». 

‫شاهد أيضًا‬

بمناخ إيجابي، انعقاد الجولة الأولى من المفاوضات بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والحكومة السورية في دارمسوق 

دارمسوق – عقدت يوم الأحد في العاصمة دارمسوق (دمشق) أول جولة مفاوضات رسمية بين وفد الإدارة …