‫‫‫‏‫6 أيام مضت‬

الصحفي والناشط الإنساني السرياني نوري كينو يفوز بجائزة كاڤيان المرموقة عن عمله في الدفاع عن حقوق الإنسان عالميًا 

ستوكهولم — فاز الصحفي السرياني الاستقصائي والمدافع الدولي عن حقوق الإنسان نوري كينو بجائزة كاڤيان لعام 2025 عن فئة الروحانية والتضامن، تكريمًا لجهوده المتواصلة في دعم المجتمعات المضطهدة والنازحين حول العالم. وقد كانت صحيفتا لَنس تيدنينغن وتِلغينيت المحليتان في سودرتاليا في السويد أول من نقل الخبر، قبل أن يلقى صدى واسعًا على المستويين الوطني والدولي. 

ينحدر كينو من عائلة لاجئة من السريان الأرثوذكس من تركيا (منطقة مديات في طور عابدين) واستقروا في السويد، وقد عرف عنه دفاعه المستميت عن حقوق الأقليات العرقية والدينية، وضحايا الحروب، والمحرومين من الجنسية. في عام 2014، أسّس كينو منظمة نداء للتحرك” ردًا على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق المسيحيين والإيزيديين وغيرهم من الأقليات في العراق وسوريا. تعمل المنظمة اليوم في عدة مناطق صراع، من بينها أوكرانيا ولبنان وأرمينيا، وتعتمد على شبكة من المتطوعين المنتشرين في 21 دولة، وتجمع بين مناصرة القضايا الإنسانية وتقديم الإغاثة المباشرة. 

وقال كاڤيان فردوسي، مؤسس الجائزة، في بيان رسمي:
لقد أثبت نوري كينو أن التضامن لا يكتفي بالشعارات، بل يتطلب شجاعةً حقيقيةً وعملًا فعليًا. إنه يمنح صوتًا لمن لا صوت لهم، ويقف حيث يخشى الآخرون الوقوف.” 

جائزة كاڤيان، التي تأسست عام 2012، تُمنح سنويًا لأفراد ومؤسسات أظهروا التزامًا استثنائيًا في مجالات السلام، والاستدامة البيئية، والثقافة، والعلوم، ومناصرة المهمشين، بما في ذلك الأشخاص المشردين. وقد أطلقها كاڤيان فردوسي، وهو ناشط اجتماعي كان في وقت سابق بلا مأوى، بعد إطلاقه مبادرة وطنية لتحسين أوضاع المشردين في السويد. تُمنح الجائزة في سبع فئات، وأصبحت منذ تأسيسها إحدى أبرز الجوائز المدنية ذات الطابع المجتمعي في البلاد. 

يمثل اختيار كينو تقاطعًا نادرًا بين النزاهة الصحفية والنشاط الإنساني. فقد عمل سابقًا في وسائل إعلام سويدية مرموقة مثل اس تي في وإكسبريسن، وحقق تقارير استقصائية كشفت الفساد، وشبكات الاتجار بالبشر، واضطهاد الأقليات الدينية. ومع الوقت، انتقل من دور الصحفي المراقب إلى دور الناشط المنخرط ميدانيًا، وهو ما أثار جدلًا في بعض الأوساط الإعلامية التي رأت أن ذلك يطمس الحدود بين الصحافة والمناصرة — لكن كينو يعتبر هذا التحول ضرورة أخلاقية. 

وقال كينو في تصريح سابق:
كنت أروي قصصًا تبقى حبيسة الورق. شعرت أن دوري يجب أن يتجاوز التوثيق إلى اتخاذ موقف وتحقيق تغيير فعلي.” 

وتُسلط الجائزة الضوء على الدور المتزايد للصحفيين في تحفيز الاستجابة الإنسانية وصناعة التأثير الاجتماعي. إذ قدمت منظمة “نداء للتحرك”، تحت قيادة كينو، مساعدات إنسانية عاجلة في مناطق نزاع، ودعمت إعادة توطين اللاجئين، وقادت حملات مناصرة لمواجهة تقاعس المجتمع الدولي. 

من المقرر أن يُقام حفل تسليم الجائزة يوم 10 يونيو في مبنى البرلمان السويدي (ريكسداغن)، حيث سيلقي وزير الشؤون الاجتماعية ياكوب فورشمت الكلمة الافتتاحية، بينما يقوم كل من كاڤيان فردوسي وعضو البرلمان يوسف آيدين، ممثل الحزب الديمقراطي المسيحي، بتسليم الجائزة. 

في تعليق له على فوزه، قال كينو:
هذا التكريم لا يخصني وحدي، بل هو تقدير لكل من نعمل لأجلهم. إنه رسالة للحكومات والصحفيين والمواطنين بأن الصمت لم يعد خيارًا ممكنًا.” 

‫شاهد أيضًا‬

عائلات عراقية وأخرى من دير الزور تخرجان من مخيمي الهول والعريشة

الحسكة-شمال وشرق سوريا- ىفي ظل التعاون بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سو…