الانتخابات العراقية لعام ألفين و خمسة و عشرون عملية تشويه ام عملية تجميل
بقلم:جوزيف صليوا | رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني
مما لا شك فيه ، أن احد اركان الديمقراطية هي تداول السلطة سلمياً من خلال توجه الشعب نحو صناديق الاقتراع بغية اختيار ممثلي الشعب من خلال ممارسة حضارية بعيداً عن الترهيب و الترغيب بكل اشكاله و مستوياته و الاستئثار بالسلطة و ادواتها و من ثم اظهار نتائج تلك الاقتراعات بشفافية ، دون التلاعب بها و العبث بصناديق الاقتراع . لكن هل هذه المعايير تنطبق في الانتخابات العراقية لعام 2025 ؟
تمر عملية الانتخابات في العراق الجديد بعملية ( التقبيح عوضاً عن التجميل ) .. حيث تدخل العملية الى المركز لتمر بمراحل مختلفة ، تبدأ بقانون الانتخابات المجحف و المفصل على مقاسات الاحزاب المتحكمة بالعملية السياسية و المفوظية العليا للأنتخابات ( الا مستقلة ) و ليس قانون لجميع العراقيين ، شراء الذمم المواطن المغلوب على امره الذي يتضور جوعاً باحثاً عن كسرة خبز في القمامة من ثم بمرحلة الترهيب و الوعيد في حال لم يتم تنفيذ أوامر احزاب السلطة ، تصل الى مساومة الموظف بقوته وصولاً إلى اجهزة التصويت المخترقة حيث يتم التحكم بها و من خلالها يتم اظافة اصوات من قائمة معينة إلى قائمة اخرى و كذلك الاشخاص المرشحين ( وفق ما تشتهي الشخصيات المتحكمة في مقالد الحكم لتكون العملية التشويه عملية مقززة و تجعل الناخب ينفر من الانتخابات عوضاً عن عملية تجميل تجذبه ! . اما المقاعد الكوتا المخصصة للأقليات العددية و الأكثرية المنتجة فكراً و عطاءً انسانيا،
و بسب قانون الانتخابات المشوه و الذي من خلاله يحق لكافة العراقيين التصويت لمرشحي عن مقاعد الكوتا عوضاً عن حصر التصويت للمكونات التي خصصت لهم بدافع تمايز ايجابي تحولت إلى نقمة على الشعوب التي خصصت لها هذه المقاعد . ففي الاقليم يتم السيطرة عليها من خلال الحزبين السلطة الكوردية و يتم توجيه اصوات من القوات العسكرية ( الپشمرگة و الزريڤان ) لمرشحين و قوائم تعود لتلك الاحزاب و ان كانوا المرشحين عنها شخصيات محسوبة على الاقليات في الظاهر . اما في الباطن فهي تنفذ اجندات تضرب عمق مصالح الاقليات .. الحال نفسه فيما يخص سلطة الشيعة حيث هي الأخرى تتقفى خطوات السلطة الكوردية في التحايل هذا ، فقط هي تستخدم اصوات قوات عسكرية شيعية الهوية و الغاية هي نفسها .. اي إيصال اشخاص إلى البرلمان العراقي أساميهم توحي انها غير شيعية لكن عليها تنفيذ اجندات أحزاب السلطة الشيعة بحذافيرها ! . علماً طالبوا الاحزاب الكلدانية السريانية الآشورية مراراً و تكراراً حصر التصويت لمقاعد الكوتا المخصصة لهذا الشعب حصراً ذلك من خلال سجلات خاصة بهم و صناديق اقتراع خاصة على غرار انتخابات في إيران و ارمينيا و كرواتيا !. لكن للأسف لا تسمع مطالبهم . في ضل هذه الظروف إلا ديمقراطية و العقول المتشبعة بالتحايل السياسي و النفسيات التي تكونت على اسس خاطئة ..
لذا لا اعتقد ينتظر من الانتخابات القادمة تغيرات كبيرة بحجم احلام العراقيين لما ستنتج عملية تشويه مقززة ، إلا في حال حدث حدثاً غير مسبوق في الساحة السياسية و تقلب الموازين في المرحلة المقبلة
جوزيف صليوا | رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني و عضو مجلس النواب العراقي بدورته الثالثة
تنويه: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب, و لا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية لموقع SyriacPress أو موقفه اتجاه أي من الأفكار المطروحة.
أزمة الرواتب تفاقم التوتر بين أربيل وبغداد
أربيل, إقليم كردستان العراق – تتصاعد الأزمة نتيجة القرار الأخير الصادر عن وزارة الما…