‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

بدري بيت هرمز في جولة بأستراليا للترويج لكتابه “القصص الشعبية الآشورية” والتوعية بقوة الحكاية

أستراليا  يقوم صانع الأفلام الوثائقية والكاتب بدري بيت هرمز (40 عامًا) بجولة في أستراليا للترويج للنسخة الإنجليزية من كتابه “القصص الشعبية الآشورية”، ولرفع الوعي بأهمية الحكاية الشفوية في حفظ التراث الثقافي. ينحدر بيت هرمز من قرية “مهره” الجبلية النائية التابعة للطائفة الكلدانية المسيحية في منطقة بوطان جنوب شرق تركيا. وهي قرية لم يكن فيها آنذاك أي بث إذاعي أو تلفزيوني تقريبًا، وكانت العائلات تعتمد على رواية القصص حول نار المساء كوسيلة للترفيه ونقل التراث.

في طفولته، سواء في مهره أو لاحقًا في إسطنبول، كان بدري ينصت بشغف إلى الحكايات والأساطير الشعبية التي كانت تسردها جدته. وبعد تخرّجه من كلية الفنون الجميلة في إسطنبول عام 2004، قرر تكريس جهوده للحفاظ على ثقافته الآشورية ولغته الأم. وكان حصاد هذا الجهد سنوات من العمل في مجال الحكاية الشفوية، أثمر إصدار كتابه “القصص الشعبية الآشورية” عام 2023، وهو مجموعة قصصية مصورة ثنائية اللغة.

النسخة الأصلية من الكتاب جاءت باللغتين التركية والسريانية (السورث)، وتم لاحقًا إصدار ترجمات له بعدة لغات أخرى، من بينها السريانية الشرقية والغربية (الآرامية)، والفرنسية، والإنجليزية، بدعم من الدكتور نيكولاس الجلو وأحد أبرز مدرّسي اللغة السريانية من طور عبدين.

يشارك بيت هرمز الآن في فعاليات متعددة داخل أستراليا، التي تضم جالية كبيرة من أبناء الشعوب السريانية (الآشوريين، الكلدان، والآراميين)، وذلك للترويج للنسخة الإنجليزية من كتابه، ومشاركة تجربته مع الجمهور.

وفي مقابلة مع إذاعةSBS آشوري”، تحدّث بيت هرمز عن شغفه بجمع الحكايات الشعبية، مؤكدًا أن فكرة المشروع بدأت خلال عمله على فيلمه الوثائقي “المهاجرون والبقايا: آشوريو طور عبدين” عام 2017، حيث سمع لأول مرة حكايات محلية لم يكن يعرفها. هذا اللقاء مع الحكايات القديمة أيقظ فيه وعيًا جديدًا بأهمية اللغة في حفظ الهوية والتراث، مما دفعه إلى بدء مشروعه الجديد في جمع القصص الشعبية.

تلقى بيت هرمز دعمًا ماليًا من “مؤسسة آشور الأمريكية” و”رابطة الدراسات الآشورية”، مما مكّنه من السفر إلى فرنسا وبلجيكا لإجراء مقابلات مع المغتربين السريان وجمع رواياتهم وقصصهم الشعبية. ثم امتدت رحلته إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وجمع ما يزيد عن 20 قصة، اختار منها 14 قصة لتكون ضمن الكتاب بعد مراجعة وتحرير.

من خلال هذا المشروع، يسعى بيت هرمز إلى إنقاذ إرث سردي مهدد بالاندثار، ويؤمن بأن الحكاية الشفوية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة قوية للحفاظ على الذاكرة الجماعية واللغة والثقافة. 

‫شاهد أيضًا‬

عائلة إيزيدية تهتم بكنسية مار عوديشو في ناحية القوش

القوش- العراق- تستقبل كنيسة “مار عوديشو“ في قرية النصيرية التابعة لناحية القوش…