‫‫‫‏‫يومين مضت‬

المجلس العسكري السرياني يتعهد بالمقاومة: “هذه بلدنا”

الحسكة، شمال وشرق سوريا — أكد المجلس العسكري السرياني، الشريك المؤسس لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أنه لن يُسلِّم سلاحه في وجه ما وصفه بتصاعد التهديدات من قبل المتطرفين، والفصائل السلطوية، والقوات المدعومة من تركيا. ويستمد المجلس مقاتليه بشكل أساسي من المكون السرياني والمجتمعات المسيحية الأخرى في شمال وشرق سوريا، وقد أصبح صوتاً محورياً في وجه الانقسام المتسارع للمشهد السياسي في البلاد. 

وفي مقابلة مع هيئة البث المسيحي  هذا الأسبوع، حذّر العضو في المجلس، آرام حنا، من أن المقاتلين السريان سيواصلون الدفاع عن مجتمعاتهم في وجه التهديدات المتزايدة من الجماعات الجهادية والقوى الإقليمية. وقال حنا: “هيئة تحرير الشام، الأسد، الجيش الحر، الجيش الوطني السوريجميعهم شنوا هجمات، سواء عبر الضربات الجوية أو الهجمات البرية. الجيش التركي لا يختلف عنهم. لن نتخلى عن سلاحنا لتلك القوى التي قاتلناها وهزمناها. سيكون ذلك بمثابة تسليم مستقبلنا لداعش“. 

تأتي تصريحاته في وقت حذّر فيه مسؤولون أميركيون من المسار الذي تتجه إليه سوريا ما بعد الأسد. فقد صرح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مؤخر إلى لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي أن البلاد قد تواجهحرباً أهلية شاملة ذات أبعاد كارثيةخلال أسابيع، في ظل صعوبة سيطرة السلطات الانتقاليةالتي يقودها بشكل مثير للجدل أحد القادة السابقين لتنظيم القاعدةعلى الأوضاع.



وفي الشمال، وقعت اشتباكات متجددة بين فصائل مدعومة من تركيا ومقاتلين أكراد بالقرب من نهر الفرات، فيما يستمر العنف الطائفي المتقطع في المحافظات الجنوبية. كما شهد سد تشرين – أحد الأصول الاستراتيجية – تغيراً في السيطرة عليه عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة، ويظل مسرحاً لضربات الطائرات المسيّرة والمدفعية رغم سريان وقف هش لإطلاق النار. 

وسط هذه الفوضى، أفادت هيئة البث المسيحي أن قوات سوريا الديمقراطية لجأت إلى تحصين مواقعها الدفاعية تحت الأرض، حيث عملت على بناء أنفاق، وأنظمة تمويه، وممرات داخلية لتفادي رصد الطائرات المسيّرة ونيران القناصة. وفي مدينة كوباني، باتت أحياءٌ كانت سابقاً مفصولة بجبهات القتال متصلة الآن بشبكات من الممرات تحت الأرض. 

ويبدو أن الإحساس بالحصار أصبح طاغياً. محمد أحمد، متطوع ميداني في منظمةفري بورما راينجرزالإنسانية، وصف القصف بأنه شبه دائم. وقال لهيئة البث المسيحي: “ليل نهار نسمع الغارات الجوية. المباني تُدمّر. لا يتوقف القصف أبداً“. 

وبالنسبة للمجلس العسكري السرياني، فإن الرهان يتجاوز البقاء العسكري. شدد آرام حنا على رؤية المجلس لسوريا تعددية، تشارك فيها جميع المكوناتالسريان، الروم الأرثوذكس، الأكراد، الأرمن، العرب، والإيزيديونفي الحكم. وأضاف: “سنواصل القتال حتى يكون هناك مشروع حقيقي يشملنا جميعاً. هذه بلدنا أيضاً“. 

وقد عبّر قادة مسيحيون في المنطقة عن قلق مماثل. إذ إن صعود حكومة انتقالية يُزعم ارتباطها بعناصر متطرفة أثار مخاوف السريان والأرمن من عودة فصول الاضطهاد التي عاشوها تحت حكم تنظيم داعش. 

من جهتها، دعت منظمةفري بورما راينجرز” – التي تعمل إلى جانب القوات المحلية في سوريا منذ عام 2016 – إلى استمرار الدعم الأميركي. وحذر مؤسس المنظمة، ديف إيوبانك، من أن غياب الدعم الدولي، خاصة الغطاء الجوي والدعم الدبلوماسي، ستكون له تبعات كارثية على الأقليات في سوريا. وقال: “إذا انسحبت الولايات المتحدة، فسيُذبح الأكراد والمسيحيون والإيزيديون. إن وجود القوات الأميركية لا يفرض حلولاً، لكنه يخلق مساحة تتيح للمجتمعات المحلية العمل معاً. وفي مناطق سيطرة قسد، نجح هذا التعاون“. 

ومع تقليص واشنطن وجودها في المنطقة، يخشى كثيرون في شمال شرق سوريا أن نافذة السلام التفاوضي بدأت تُغلق. وبالنسبة للمجلس العسكري السرياني، فهذا يعني الاستعداد لمعركة طويلةمعركة لا يرونها مجرد صراع على الأرض، بل معركة وجود وتمثيل في مستقبل سوريا المجهول.


‫شاهد أيضًا‬

بمناخ إيجابي، انعقاد الجولة الأولى من المفاوضات بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والحكومة السورية في دارمسوق 

دارمسوق – عقدت يوم الأحد في العاصمة دارمسوق (دمشق) أول جولة مفاوضات رسمية بين وفد الإدارة …