الرئيس جوزيف عون يقوم بزيارة تاريخية إلى البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو في بغداد

Image: Lebanese Presidency

بغداد – في لحظة رمزية عميقة الدلالة، قام رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزيف عون، بزيارة تاريخية إلى البطريركية الكلدانية في بغداد يوم الأحد، حيث كان في استقباله بحرارة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وتُعد هذه الزيارة أول زيارة رسمية لرئيس لبناني إلى الكنيسة الكلدانية في العراق منذ الزيارة غير الرسمية التي قام بها الرئيس ميشال سليمان في عام 2012.

وقد عُقد اللقاء في مقر البطريركية بمنطقة المنصور، حيث رحّب غبطة البطريرك ساكو بالرئيس عون والوفد المرافق له، معربًا عن شكره لهذه الزيارة التي اعتبرها بادرة دعم معنوي كبيرة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. وناقش الجانبان أوضاع المنطقة والهموم المشتركة للمواطنين، مؤكدين على ضرورة إعادة بناء دول قوية ذات سيادة، تقوم على سيادة القانون والمواطنة الشاملة، مع حصر السلاح بيد الدولة والقضاء التام على الفساد.

وصف الرئيس عون اللقاء مع البطريرك ساكو بأنه “تجديد للإرث المشترك، والصمود، والوحدة الروحية التي تتجاوز الحدود الوطنية”. من جانبه، شدّد البطريرك على أهمية توحيد صفوف المسيحيين على المستويين الكنسي والشعبي، بما يسهّل عودة الراغبين منهم إلى أوطانهم الأصلية في العراق ولبنان. كما دعا الكنيسة إلى دعم العائلات الفقيرة من خلال إنشاء مجمعات سكنية توفر لهم حياة كريمة.

وتخلّل اللقاء تبادل للهدايا الرمزية بين الطرفين، في تأكيد لروح الأخوة والتضامن. وقد حضر اللقاء عدد من الشخصيات الكنسية البارزة، من بينهم الخورأسقف نذير دكو، والأب بسمان جورج، والأب مديان شامل، إلى جانب الأخت نعَم كمورا الرئيسة العامة لراهبات بنات مريم الكلدانيات، والدكتورة إخلاص مقدسي أمينة سر البطريركية، والسيد نبيل إفرام رئيس أخوية المحبة (كاريتاس العراق)، والأخت كارولين جرجيس من راهبات القلب الأقدس.

جاءت هذه الزيارة في إطار جولة دبلوماسية أوسع للرئيس عون في العراق، شملت أيضًا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني. وشدد القائدان على أهمية التضامن العربي والتعاون الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة. وأشاد الرئيس عون بالدعم المستمر الذي تقدمه العراق للبنان في أوقات الأزمات، مؤكدًا أن عبارة “الدواء يأتي من العراق” لم تعد مجرد قول مأثور، بل أصبحت حقيقة ملموسة. كما دعا إلى بناء إطار عربي حديث قائم على المصالح المشتركة، متطلعًا إلى سوق عربية مشتركة منظمة ومتكاملة اقتصاديًا.

وقبل اختتام زيارته، قام الرئيس عون بلفتة دينية ودبلوماسية رفيعة، حيث أجرى اتصالًا هاتفيًا مع السيد محمد رضا السيستاني، نجل المرجع الأعلى للشيعة في العراق، سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، للاطمئنان على صحته. وأعرب الرئيس عون عن أمله في زيارة شخصية مستقبلية، مشيدًا برؤية السيد السيستاني لدولة قائمة على القانون والكفاءة والسلام.