الولايات المتحدة تقلص تواجدها العسكري إلى قاعدة واحدة وتدعم دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد
أنقرة — أعلنت الولايات المتحدة عن تحول كبير في سياستها تجاه سوريا، ما يمثل نقطة تحول في نهجها تجاه البلاد. حيث صرح السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك عن خطط لتقليص الوجود العسكري الأمريكي بشكل كبير مع دعم مبادرة سورية لدمج آلاف المقاتلين الأجانب في قوات البلاد المسلحة.
وفي حديثه لقناة NTV التركية، أكد باراك أن الجيش الأمريكي سيقلص عملياته في سوريا إلى قاعدة واحدة فقط، بعدما كان يحافظ على ثماني قواعد في السابق. يتماشى هذا الانسحاب مع تخفيضات القوات الأخيرة، حيث غادر 500 جندي بالفعل، ليبقى 1500 عسكري في البلاد. وقال باراك: “سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه سياسات المئة عام الماضية، لأن تلك السياسات لم تنجح”، مشدداً على التحول من المشاركة المباشرة إلى دور داعم.
كما أبرز باراك أهمية التعاون الإقليمي، مشيراً إلى أن الدول المجاورة يجب أن تسهم في تحقيق الاستقرار طويل الأمد في سوريا. وقال: “الأمر يتعلق بالاندماج مع قيام الجميع بالتصرف بعقلانية”، مؤكداً نية الولايات المتحدة تعزيز الحوار والتعاون في المنطقة.
كجزء من استراتيجيتها المتطورة، أيدت الولايات المتحدة خطة وزارة الدفاع السورية لدمج حوالي 3500 مقاتل أجنبي، أغلبهم من الأويغور الصينيين ومن دول مجاورة، في الفرقة 84 الجديدة التابعة للجيش السوري. ستدمج هذه الفرقة المقاتلين الأجانب مع الجنود السوريين، لتشكيل هيكل عسكري موحد يهدف إلى تعزيز الاستقرار الوطني.
وقد أشاد باراك بالمبادرة كخطوة نحو توحيد السلام وإدارة الإرث المعقد للحرب الأهلية السورية التي استمرت 14 عاماً وانتهت في ديسمبر 2024 بهزيمة نظام بشار الأسد الاستبدادي. شهد النزاع صعود وسقوط فصائل مختلفة، منها هيئة تحرير الشام التي لعبت دوراً محورياً في الإطاحة بالأسد. ومع ذلك، ظل وضع المقاتلين الأجانب الذين تحالفوا سابقاً مع الهيئة قضية خلافية في علاقات سوريا مع الدول الغربية.
وشدد السفير على أن نجاح خطة الدمج يعتمد على تنفيذ شفاف، محذراً من استبعاد هؤلاء الأفراد، الذين وصف كثيرين منهم بأنهم “مخلصون بعمق” للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وقال باراك: “الأمر يتعلق بخلق الاستقرار من خلال إعادة دمج منظمة، لا بالتهميش“.
وأشارت الولايات المتحدة أيضاً إلى التزامها بإعادة إعمار سوريا بعد الحرب برفع كافة العقوبات وإزالة البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب. واصفاً الرئيس ترامب هذه الإجراءات بأنها جزء من جهد أوسع لمنح سوريا “فرصة للعظمة“.
يأتي هذا التغيير في السياسة الأمريكية وسط جهود متجددة لاستقرار الحدود الجنوبية لسوريا، حيث أدت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة إلى تفاقم التوترات. وأعاد باراك التأكيد على دعم الولايات المتحدة للحوار بين سوريا وإسرائيل، معرباً عن أمله في التوصل إلى حل تفاوضي.
القيادة المركزية الأمريكية نكشف حصيلة عملياتها ضد داعش في سوريا والعراق
العراق وسوريا — أكدت القيادة المركزية الأمريكية، أن القوات التابعةَ للتحالف الدولي، بدعم م…