‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

 مخطوطات البحر الميت أقدم مما كنا نعتقد

جرونينجن – في خطوة علمية بارزة تعيد النظر في تأريخ بعض أقدم النصوص الدينية اليهودية، أعلن فريق دولي من الباحثين بقيادة البروفيسور ملادن بوبوفيتش من جامعة جرونينجن الهولندية، أن العديد من مخطوطات البحر الميت تعود إلى فترة أقدم مما كان يُعتقد سابقاً، وذلك بفضل استخدام نموذج ذكاء اصطناعي متطور يُعرف باسم “أخنوخ”.

تُعد هذه المخطوطات، المكتوبة بخط اليد على لفائف قديمة، من أندر وأهم الشواهد النصية على التقاليد اليهودية في العصور القديمة. ووفقاً للنتائج التي نُشرت في ورقة بحثية جديدة، فإن الجمع بين التأريخ بالكربون المشع، والتحليل التقليدي لعلم الخطوط، مع خوارزمية التعلم الآلي “أخنوخ”، أتاح تحديد تواريخ أكثر دقة لكتابة هذه النصوص.

ويُعتبر “أخنوخ” أول نموذج ذكاء اصطناعي يعتمد كلياً على مدخلات صور خام للمخطوطات لتقدير تاريخها الزمني. هذا النهج الجديد لا يُوفر فقط دقة زمنية أكبر، بل يُحدث نقلة نوعية في فهم السياقات التاريخية والسياسية التي نشأت فيها هذه النصوص.

بحسب الفريق البحثي، فإن إعادة تأريخ هذه المخطوطات تعني مراجعة الجدول الزمني للتطورات الفكرية والسياسية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط خلال العصرين الهلنستي والروماني المبكر – أي من أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الثاني الميلادي. وتُفتح هذه النتائج الباب أمام رؤى جديدة حول ثقافة القراءة والكتابة في يهودا القديمة، وعلاقتها بالتحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة.

من بين أبرز الاكتشافات، أكّد الباحثون أن مخطوطتي “دانيال” و”قوهيليتا” تُعدان الآن أقدم نسختين معروفتين من نصوص توراتية تعود إلى زمن المؤلفين المفترضين أنفسهم، في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد.

وبينما يُثير هذا التطور موجة جديدة من الأسئلة حول عملية تدوين الكتاب المقدس، فإنه يمنح أيضًا الباحثين فرصة نادرة للاقتراب أكثر من اللحظة التاريخية التي بدأت فيها هذه النصوص تتشكل وتنتقل عبر الأجيال.

‫شاهد أيضًا‬

مظاهرة في اللاذقية تنديداً بتفجير كنيسة مار الياس

اللاذقية، سوريا – في وقفة خشوع وتأثر بعبارة نحن أبناء وطن واحد ، وبصوت يعلو بجملة ال…