مطار القامشلي الدولي: رمز للتغيير والأمل في شمال شرق سوريا
بيث زالين، شمال وشرق سوريا – يقع مطار القامشلي الدولي في قلب شمال شرق سوريا، وقد أصبح رمزًا قويًا للتحولات السياسية التي تشهدها المنطقة. ففي الأسابيع الأخيرة، قامت السلطات المحلية بإعادة تسمية المنشأة واستبدلت لوحات الترحيب لتشمل اللغات السريانية والكردية والعربية والإنجليزية، وذلك تماشيًا مع سياسة “الإدارة الذاتية الديمقراطية لاقليم شمال وشرق سوريا”، التي تنصّ على وجوب تمثيل التنوع الثقافي والإثني للمنطقة في الوثائق الرسمية واللافتات الإدارية. ويأتي هذا التغيير في وقتٍ تشهد فيه المنطقة مفاوضات سياسية بين الإدارة الذاتية والحكومة المؤقتة ذات الأغلبية العربية السنّية.
افتُتح مطار القامشلي في خمسينيات القرن الماضي كمحطة إقليمية تخدم اقليم شمال شرق سوريا، ويقع في موقع استراتيجي قرب الحدود مع تركيا والعراق. وقد وفّر في ذروته وصلات جوية حيوية إلى دارمسوق (دمشق) و حولب (حلب)، بل وحتى وجهات دولية من خلال رحلات الترانزيت. وكان المطار بمثابة شريان حياة للمجتمعات الحدودية البعيدة عن قلب البلاد، مستفيدًا منه السريان (الآراميون–الآشوريون–الكلدان)، والأكراد، والعرب في بيث زالين (القامشلي)، وديريك (المالكية)، والحسكة.
قبل اندلاع الحرب، كان المطار يخدم عشرات الآلاف من الركاب سنويًا. وكان في تلك المنطقة، التي طالما عانت من التهميش حتى في فترات السلم، الوسيلة العملية الوحيدة للاتصال ببقية أنحاء البلاد، وبالتالي بالعالم الخارجي. اعتمد عليه الطلاب للوصول إلى جامعات حولب (حلب) واللاذقية، وسافرت عبره العائلات لتلقي العلاج في العاصمة، وكان محطة مهمة للحجاج خلال موسم الحج. أما بالنسبة للعائلات السريانية والأرمنية في الشتات، فقد كان المطار في كثير من الأحيان بوابةً إلى الأراضي التي تعود جذورها إليها.
مع اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، تغيّرت الأمور بالكامل.
قبل عام 2011، خدم مطار القامشلي كمركز جوي إقليمي، واستقبل في بعض المواسم رحلات طيران دولية مستأجرة. على سبيل المثال، استخدمته الجاليات المغتربة في ألمانيا والسويد، رغم محدودية الخدمات. غير أن الحرب الأهلية والعقوبات التي تبعتها أدّت إلى تقليص العمليات. توقفت الرحلات الدولية، وأصبح المطار التابع “للدولة” من بين آخر الروابط المتبقية بين محافظة الحسكة والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وبعد إغلاق مؤقت عام 2015، أعيد افتتاحه للرحلات الداخلية. وبحلول أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كانت شركات الطيران السورية مثل “أجنحة الشام” و”الشركة السورية للطيران” تسير رحلات إلى دارمسوق (دمشق) واللاذقية وبيروت. ولا يزال المدرج، الذي يبلغ طوله 3615 مترًا من الأسفلت، قادرًا على استقبال طائرات متوسطة الحجم.
لكن الحرب تركت بصماتها. ففي كانون الثاني / يناير 2016، ظهرت تقارير تفيد بأن روسيا نشرت مروحيات عسكرية في المطار، ما أثار تكهنات بتحويله إلى قاعدة جديدة. يقول موظف مراقبة جوية متقاعد رفض الكشف عن اسمه: “كنا نرى المروحيات تقلع من دون سابق إنذار. أحيانًا، كان يصل ضباط فتشعر أن أمرًا ما سيحدث. لم يعد المطار مكانًا مدنيًا — بل صار كالثكنة العسكرية”.
فعليًا، احتفظ النظام السابق بالسيطرة الاسمية على المطار، رغم أن معظم المدينة كانت تخضع لحكم الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا. و لسنوات، استمر الجيش السوري في احتجاز الأشخاص في سجن “چركين” القريب، فيما شهدت بيث زالين (القامشلي) اشتباكات متقطعة زادت من التوترات.
على مدى العامين الماضيين، تغيّرت الديناميكيات العسكرية بشكل كبير.
فقد شنّت الفصائل الثورية السورية، بقيادة “غرفة العمليات العسكرية” التابعة لهيئة تحرير الشام وبدعم من مجموعات “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، هجومًا سريعًا على قوات النظام في إدلب و حولب (حلب) و حمتو (حماة). وقد أُطلق على هذا الهجوم اسم “ردع العدوان” من قِبل هيئة تحرير الشام، وكان أول عملية عسكرية كبيرة تقودها المعارضة منذ وقف إطلاق النار في إدلب في شهر اذار / مارس 2020. وبعد أن بدأ الهجوم في ريف إدلب و حولب (حلب)، توسّع ليشمل كامل البلاد، وانتهى بإسقاط نظام الأسد بحلول أواخر عام 2024.
وبعد ذلك، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على بيث زالين (القامشلي) ومطارها. ففي 7 كانون الاول / ديسمبر 2024، دخلت قوات سوريا الديمقراطية المنطقة بعد انسحاب قوات النظام. وخلال أيام، أفادت تقارير بأن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مستودعات ذخيرة في المطار، فيما غادرت الطائرات الروسية بحلول منتصف شهر كانون الاول / ديسمبر. واليوم، يخضع المطار إلى حدٍّ كبير لسيطرة وحدات محلية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
البنية التحتية: القدرة، الجاهزية، والتحديات
نجت معظم البنية التحتية للمطار من آثار القتال. وعلى الرغم من تضرر بعض الشاحنات والمباني، لا يزال المدرج وحظائر الطائرات بحالة جيدة. وسيحتاج الترميم إلى إعادة معايرة أجهزة الملاحة، وإصلاح برج المراقبة وأنظمة الإضاءة، وتوفير طاقم مؤهل من المراقبين الجويين. ويؤكد مهندسون محليون في قطاع الطيران أن مدرج المطار بحالة مقبولة نسبيًا، لكن الأنظمة التقنية والاتصالات بحاجة إلى تحديث شامل. وفي الوقت الراهن، لا يزال “الاستعداد الفني” محدودًا، إذ يفتقر المطار إلى وحدة مراقبة جوية مرخصة وطواقم إطفاء متواجدة في الموقع.
ومع ذلك، يقدّر خبراء الطيران أن استئناف التشغيل الأساسي للمطار ممكن باستثمار يبلغ نحو 5 ملايين دولار. لكن التحدي الأكبر يظل سياسيًا.
«هناك نماذج في جميع أنحاء العالم، مثل أربيل أو السليمانية، حيث تعمل المطارات الإقليمية تحت السيادة الوطنية مع وجود إدارة لامركزية»، أوضح مستشار الطيران والموظف السابق في منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) جلال خلف. «السؤال هو: هل ترغب دمشق في ذلك بالنسبة لمطار قامشلي؟ وهل ستسمح تركيا أو العراق بالرحلات منه وإليه؟»
تشكل الجمارك والوقود تحديات كبيرة أيضاً. قبل الحرب، كانت السلطات السورية للجمارك والإيرادات تشغل نقطة تفتيش صغيرة في زالين (قامشلي). أما اليوم، فلا توجد خدمات جمركية أو هجرة دولية رسمية في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. ولعودة الرحلات الدولية، يجب إبرام ترتيب رسمي: إما أن تُنشأ أنظمة جمركية محلية جديدة، أو يتم الاعتماد على نظام نقل عبر بلد مجاور.
تُعتبر توفر الوقود قضية ملحة أخرى. قبل عام 2011، كان وقود الطائرات من نوع Jet A-1 يُزود من مخازن تابعة للنظام أو يُنقل بالشاحنات. منذ عام 2015، يعاني اقليم شمال وشرق سوريا من نقص مزمن في الوقود. يشير المسؤولون المحليون إلى أن حقول النفط القريبة التي تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية يمكن، من الناحية النظرية، أن توفر وقود الطائرات. قد يكون بإمكان مصفاة رميلان، رغم بساطتها، تعديلها لإنتاج وقود Jet A-1. إلا أن ذلك يتطلب إعادة إنشاء خطوط الأنابيب وعقود طويلة الأمد. وحتى ذلك الحين، تبقى الكميات الصغيرة من الكيروسين التي تُنقل بالشاحنات من تركيا أو المناطق التي تسيطر عليها الحكومة هي الخيار الوحيد المتاح.
وفي الوقت نفسه، فإن القدرات الفنية المحلية غير متسقة. رغم أن بعض مباني المطار لا تزال تحمل شعار الحكومة السورية، يفيد موظفو الإدارة الذاتية بأن هناك جهوداً مستمرة لتدريب البدلاء. قال مسؤول سابق في مطار القامشلي لمراسل سيرياك برس: «لدينا فنيون مؤهلون وطيارون في الحسكة». لكن على أرض الواقع، هاجر كثير من الكوادر ذات الخبرة من سوريا، مما ترك فجوات كبيرة. يتطلب إعادة افتتاح المطار تجنيد وفحص موظفين جدد – من مراقبي الحركة الجوية إلى فرق الأرض – وربما الاستعانة بخبراء خارجيين. يظل تحديث الأنظمة الحيوية، مثل الاتصالات الراديوية والرادار وعلامات المدرج، أولوية. باختصار، رغم أن المدرج الأساسي صالح للتشغيل، فإن تحقيق الجاهزية الكاملة للطيران المدني سيستغرق شهوراً من العمل المكثف.
الأنظار تتجه عبر الحدود
فعلى الجانب الآخر من الحدود التركية، يبرز مطار ماردين الدولي كمثال على الأثر المحتمل لإعادة افتتاح مطار القامشلي. في أواخر شهر ايار / مايو 2025، رفعت تركيا تصنيف مطار ماردين إلى مطار دولي كامل، وهو قرار رحبت به جاليات السريان (الآراميين–الأشوريين–الكلدان) والأكراد في الشتات. لعقود، اعتمد المغتربون من المنطقة على ماردين للسفر الجوي، وفتحت مساراته الجديدة إلى إسطنبول وأوروبا سبل تواصل أسهل بكثير.
و على النقيض، يضطر سكان اقليم شمال وشرق سوريا بسبب توقف مطار القامشلي إلى اتخاذ طرق طويلة ومضيعة للوقت، إما بالسفر إلى دارمسوق (دمشق) أو العبور برا إلى العراق أو تركيا. يمكن لإعادة فتح مطار القامشلي أن يعيد ربط سكان المنطقة المتنوعين – من أكراد وعرب وسريان (آراميين–أشوريين–كلدان) وغيرهم – بعائلاتهم، وتعليمهم، وأسواقهم.
فعلى سبيل المثال، يعاني آلاف الطلاب من محافظة الحسكة الذين يدرسون في دارمسق (دمشق) وبيروت وخارجها من رحلات برية طويلة ومُرهقة بالحافلات. وجود مطار فعّال في بيت زالين من شأنه أن يقلص بشكل كبير مدة السفر. وبالمثل، يمكن لمرضى السرطان الذين يسافرون برا إلى حولب ( حلب) أو الأردن لتلقي العلاج أن يطيروا مباشرة إلى المستشفيات المتخصصة في دارمسق (دمشق) أو بيروت. كما يمكن أن يشجع وجود طريق جوي آمن ومباشر السوريين المقيمين في أوروبا — والكثير منهم من مجتمعات السريان (آراميون–آشوريون–كلدان) والأكراد — على زيارة وطنهم بشكل أكثر تكرارًا. ويشير المحللون إلى أن إعادة فتح مطار قامشلي من شأنها تعزيز الاستثمارات وتسهيل عودة المغتربين المتحمسين.
يمكن للمطار أيضًا أن يكون محفزًا لإحياء النشاط الاقتصادي. إذ قد يخدم عمليات شحن خفيفة مثل تصدير المنتجات الزراعية الطازجة أو المواشي إلى تركيا والعراق، بالإضافة إلى تشجيع تطوير البنية التحتية مثل إعادة بناء الطريق السريع المجاور والفنادق ومرافق الحدود. ويؤكد رجال الأعمال أن مطار قامشلي المنعش قد يدمج اقليم شمال شرق سوريا في شبكات التجارة الإقليمية، مما قد يجذب شركات طيران صغيرة من العراق أو لبنان تقدم رحلات تشارتر أو رحلات منخفضة التكلفة، كما فعلت شركات مثل شام وينجز وبعض الناقلات العراقية قبل الحرب.
الأمن والحكم في المطار
من يحرس مطار القامشلي اليوم؟ يسيطر على المنشأة حاليًا قوات سويا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. و تقوم وحدات من قوات الأمن الداخلي بدوريات في المنطقة، بينما يحافظ مجلس السريان العسكري (ماوتبو فولحيو سوريو) على محيط المطار.
منذ عام 2018، تمركزت قوات خاصة أمريكية وفرنسية في الحسكة والرقة لتدريب وإسناد وحدات قوات سوريا الديمقراطية. ونقلت وكالة رويترز في تقرير شهر كانون الاول / ديسمبر 2024 عن قادة أمريكيين قولهم إن القوات الأمريكية ستبقى في شمال شرق سوريا «كجزء من مهمة مكافحة الإرهاب»، مع استمرار التنسيق الوثيق مع القوات الكردية. وبالمثل، تحشغل القوات الفرنسية، التي أعيد نشرها في 2020، قواعد في الحسكة وتقدم التدريب والدعم الاستخباراتي لقوات سوريا الديمقراطية. كما يُقال إن ضباطًا بريطانيين يتواصلون بسرية مع شركائهم في اقليم شمال وشرق سوريا.
هذا الهيكل الأمني متعدد الطبقات يضمن أن مطار القامشلي بعيد كل البعد عن كونه حدودًا برية مفتوحة أو غير محكمة. حيث أن أي نشاط تجاري في المطار سيستلزم الحصول على موافقة من هيئة الطيران المدني التابعة للإدارة الذاتية لاقليم شمال وشرق سوريا، بمجرد تأسيسها رسميًا، ومن وزارة الدفاع السورية. وقد أعرب قادة قوات سوريا الديمقراطية عن استعدادهم للتعاون مع الحكومة المركزية في إدارة المجال الجوي. وبموجب الاتفاق المؤقت الصادر في شهر اذار / مارس 2025، تحتفظ دارمسق (دمشق) بالسيطرة على كامل المجال الجوي الشمالي الشرقي، مما قد يؤدي إلى إنشاء سلطة مشتركة لإدارة الحركة الجوية.
من المتوقع أن تراقب أجهزة الاستخبارات الأمريكية والفرنسية، وربما البريطانية، التطورات عن كثب. وبينما يمكن للرحلات المدنية الآمنة والمنتظمة أن تعزز الأمن من خلال تقويض أنشطة التهريب والجماعات الجهادية، فإن أي خلل أمني قد يؤدي إلى تصعيد التوترات. وعلى الصعيد العلني، تؤكد جميع الأطراف أن المطار منشأة إنسانية ومدنية وليس قاعدة عسكرية. ومع ذلك، ونظرًا لإرث الصراع، يظل محيط المطار مسورًا، مزودًا بكاميرات مراقبة نشطة وإجراءات تفتيش أمنية صارمة. ويستمر مستشارو التحالف في تقديم الدعم الميداني للحفاظ على هذه التدابير.
الآفاق الإنسانية والاقتصادية
بالنسبة لأكثر من ثلاثة ملايين نسمة يعيشون في اقليم شمال وشرق سوريا، يفرض غياب مطار إقليمي و دولي فعّال معاناة كبيرة.
تظل الرحلات من بيث زالين (القامشلي) إلى دمشق (دارمسق) مكلفة جدًا ومحفوفة بالمخاطر. يمر معظم المسافرين عبر عدة نقاط تفتيش، وغالبًا ما يعبرون خطوط التماس بين مناطق سيطرة الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية. تستغرق الحافلات حتى 14 ساعة في الرحلة البرية. والبديل الآخر — السفر جواً من أربيل في إقليم كردستان العراق المجاور — يتطلب عبور الحدود، والحصول على تأشيرة، وغالبًا انتظارًا لعدة أيام.
رقية محمود، طالبة طب في دارمسق (دمشق) من مدينة عامودا، وصفت رحلاتها إلى المنزل بأنها مرهقة ومرعبة: «آخر رحلة لي استغرقت ثلاثة أيام، ونمت في سيارة أجرة في الطبقة»، قالت. «لو كان المطار مفتوحًا، كنت سأصل إلى البيت في ساعتين فقط، لكن ذلك يبدو وكأنه حلم بعيد.»
الأثر الاقتصادي أيضًا كبير. يفتقر المزارعون والتجار والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة إلى خيارات فعالة لنقل البضائع أو الأفراد. حيث قال مسؤول لوجستي من منظمة مساعدات دولية: «شحنة طبية من دمشق تستغرق أيامًا للوصول. بالنسبة للأدوية العاجلة أو اللقاحات، هذا يشكل مشكلة خطيرة.»
إعادة فتح مطار القامشلي تحمل فوائد إنسانية واضحة. يمكن أن يكون شريان حياة لحالات الطوارئ الطبية، ويربط المرضى في المناطق النائية بالمتخصصين. تؤكد وكالات الإغاثة أن اقليم شمال وشرق سوريا يعاني منذ زمن طويل من العزلة. وعندما تغمر الطرق أو تُغلق، يمكن للمطار العامل استقبال فرق طبية طارئة أو شحنات إنسانية مباشرة من دارمسق (دمشق) أو الخارج، كما كان الحال سابقًا. على سبيل المثال، إذا انقطعت طرق رئيسية بسبب القتال، يمكن للطائرات نقل إمدادات الدم أو إجلاء الجرحى.
قال صالح مسلم، مسؤول كبير في حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM): «شعب شمال شرق سوريا يستحق حق الوصول إلى السماء مثل أي مواطنين آخرين. يجب أن يخدم مطار القامشلي الناس — وليس أن يبقى أثرًا من مركزية استبدادية.»
سيستفيد السكان المدنيون بعدة طرق: حيث يمكن للمزارعين تصدير الفستق والماشية، وقد يجد الشباب العاطلون فرص عمل في مجال الطيران والخدمات ذات الصلة، كما ستشهد الفنادق والمحلات التجارية المحلية زيادة في النشاط التجاري. كما يمكن أن يصبح استئناف عمل المطار رمزًا للتقدم بالنسبة للإدارة الجديدة، دلالة على العودة إلى الحياة الطبيعية. كما عبّر أحد سكان الحسكة الشباب خلال اجتماع مجتمعي: «نريد مطارنا مفتوحًا لنتمكن أخيرًا من الطيران.»
على الصعيد السياسي، يمثل مطارالقامشلي مستقبل اقليم شمال شرق سوريا الأوسع. فإعادة افتتاحه ستكون خطوة ملموسة نحو إعادة ربط الاقليم ببقية البلاد وبالعالم. ومن المرجح أن يخضع المطار في نهاية المطاف للسيطرة القانونية للحكومة المركزية في تسوية سياسية نهائية، لكن القادة المحليين والشركاء الأجانب هم مفتاح ضمان أن تكون الرحلات آمنة ومنتظمة في المدى القريب.
إذا تمث إعادة افتتاحه بنجاح، يمكن لمطار القامشلي أن يساعد في بناء جسر رأب الفجوات، وتوحيد المجتمعات، وتحسين سبل العيش، حتى وهو يقف كحارس يقظ في هدوء ما بعد الصراع.
مظاهرة في اللاذقية تنديداً بتفجير كنيسة مار الياس
اللاذقية، سوريا – في وقفة خشوع وتأثر بعبارة نحن أبناء وطن واحد ، وبصوت يعلو بجملة ال…