‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

إغلاق مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية العراقية بعد سنوات من الحصار 

دارمسوق (دمشق) – أعلنت الحكومة السورية، يوم السبت، عن إغلاق لمخيم الركبان للنازحين، والذي كان يؤوي في ذروته نحو 90 ألف شخص، ويقع في الصحراء النائية عند تقاطع الحدود بين سوريا والأردن والعراق. ويأتي هذا القرار بعد سنوات من المعاناة القاسية، والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، والإهمال الدولي. 

وصرّح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن تفكيك المخيم “يمثل نهاية فصل مأساوي ومؤلم من حكايات النزوح التي خلّفتها آلة الحرب التابعة للنظام السابق”، مضيفاً أن الركبان تحوّل إلى “مثلث موت”، خضع للحصار والتجويع خلال السنوات الماضية. 



أُقيم المخيم في منتصف عام 2015 كمأوى للنازحين الفارين من أعنف فصول الحرب الأهلية السورية، وسرعان ما ارتفع عدد سكانه إلى نحو 90 ألفاً بحلول عام 2016، بحسب منظمات الإغاثة. وعلى الرغم من انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى، منها الفوضى في ليبيا، إلا أن أزمة الركبان الإنسانية ظلت قائمة بلا حلول جذرية. 

وقد تفاقمت الأوضاع في المخيم بعد أن أغلقت الأردن حدودها عام 2016 عقب تفجير أودى بحياة جنود أردنيين، في حين فرض النظام السوري قيوداً صارمة على دخول المساعدات الإنسانية. وتحوّلت حياة سكان المخيم إلى اعتماد شبه كلي على تهريب المواد الغذائية بأسعار باهظة، والرعاية الطبية المحدودة. وقدمت القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف المجاورة مساعدات إنسانية بين الحين والآخر، لكنها كانت مشروطة بمفاوضات لوجستية معقدة وطويلة. 

ومع بداية عام 2025، وبعد انهيار حكومة بشار الأسد، غادر معظم سكان المخيم، بينما عملت منظمات إغاثية مثل “الإغاثة الإسلامية – الولايات المتحدة للاغاثة” على تنسيق عمليات نقل مئات العائلات المتبقية. وبقيت نحو 25 عائلة فقط – معظمهم من رعاة الأغنام – حتى وقت قريب، يعيشون في خيام مؤقتة دون خدمات صحية أو تعليمية أو مياه نظيفة. 

وقالت ياسمين الصالح، إحدى العائدات حديثاً إلى مدينة القريتين، لوكالة أسوشيتد برس: “قضيت تسع سنوات في الركبان، لكن منزلي المدمر هنا يبدو لي كالقصر مقارنة بجحيم المخيم“. 

وأكدت “فرقة الطوارئ السورية”، وهي منظمة غير حكومية مقرها واشنطن، أن المخيم “أُغلق رسمياً وتم إخلاؤه بالكامل”، ووصفت هذه الخطوة بأنها “نهاية لأحد أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها سوريا“. 

لكن العودة إلى الديار لا تعني نهاية الصعوبات. فوفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، عاد نحو 1.87 مليون سوري إلى مناطقهم الأصلية منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، غير أن الكثيرين واجهوا منازل مدمرة، وبطالة، ونقصاً حاداً في الخدمات الأساسية. 

وقال بكير النجم، أحد العائدين: “بعد عشر سنوات من النزوح، سنحتفل بعيد الأضحى هذا العام في بلدتنا”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنهم لا يزالون “فقراء” ويعانون من غياب فرص العمل والسلع الأساسية. 

كما أثار إغلاق الركبان تساؤلات حول مصير المخيمات الأخرى المحاصرة داخل سوريا. وأعرب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، عن أمله في أن “يكون إنهاء معاناة الركبان بداية لمسار يُنهي المعاناة في المخيمات الأخرى، ويُعيد سكانها إلى منازلهم بكرامة وأمان“. 

في المقابل، حذّر محللون من أن استمرار غياب الدعم الدولي الكافي – لا سيما في ما يتعلق بإعادة بناء البنية التحتية، والمدارس، والمرافق الصحية، وفرص سبل العيش – قد يجعل السكان العائدين عرضة للنزوح مرة أخرى في المستقبل. 

‫شاهد أيضًا‬

مظاهرة في اللاذقية تنديداً بتفجير كنيسة مار الياس

اللاذقية، سوريا – في وقفة خشوع وتأثر بعبارة نحن أبناء وطن واحد ، وبصوت يعلو بجملة ال…