شركة فلسطينية تواجه انتقادات حادة بسبب إعلان مثير للجدل يصوّر العشاء الأخير
القدس – أثار إعلان تجاري نشرته إحدى أبرز شركات الوجبات الخفيفة الفلسطينية موجة واسعة من الغضب في أوساط المسيحيين العرب ومجتمعات أخرى، بعد أن قدّم نسخة ساخرة من لوحة “العشاء الأخير” الشهيرة لليوناردو دافنشي، مستبدلاً الرموز الدينية المسيحية التقليدية بشخصيات برؤوس خراف ومنتجات الشركة الغذائية. الإعلان، الذي أطلقته شركة القصراوي التجارية والصناعية ومقرها الخليل، نُشر على حسابها الرسمي في “إنستغرام” تزامناً مع عيد الأضحى المبارك.
ويُظهر الإعلان خرافاً مجسدة على هيئة بشر، تجلس على طاولة طويلة تحاكي ترتيب السيد المسيح وتلاميذه في اللوحة الأصلية، بينما تنتشر على الطاولة أكياس ملونة من رقائق القصراوي، مع شعار الشركة: “عالم من السناك”. وقد اعتُبر هذا التشبيه—الذي يربط بين الأضاحي وعيد الأضحى—إهانة مباشرة للمعتقدات المسيحية.
وسرعان ما انهالت الانتقادات على الإعلان، حيث اتهم ناشطون مسيحيون عرب الشركة بالاستهزاء بالدين. وكتب الناشط الاجتماعي المعروف، يوسف حداد، الرئيس التنفيذي لجمعية “عرب معًا”، على منصة “إكس” (تويتر سابقاً):
“المجتمع المسيحي العربي في إسرائيل يدعو إلى مقاطعة شركة القصراوي الفلسطينية، التي تأسست في الخليل عام 1992، بسبب سخريتها من المسيحيين. إذ قامت الشركة بتشويه العشاء الأخير وحوّلت يسوع إلى خروف. تخيلوا رد الفعل لو قامت شركة بالسخرية من النبي محمد؟“
The Arab Christian community in Israel is calling for a boycott of the Palestinian company Qasrawi, which was established in the city of Hebron in 1992.
Why?
Because the company is mocking Christians, they depict the Last Supper as the “Last Snack” and portray Jesus as a sheep.… pic.twitter.com/pxqtj2cZlN— יוסף חדאד – Yoseph Haddad (@YosephHaddad) June 7, 2025
ورغم أن الشركة سارعت إلى حذف الإعلان وقدّمت اعتذاراً رسمياً وصفته بأنه “إساءة غير مقصودة” و”سوء تقدير إبداعي”، فإن الدعوات لمقاطعة منتجاتها تواصلت واتسعت، لا سيما بين مسيحيي الداخل الفلسطيني والشتات.
تأسست شركة القصراوي عام 1992 في مدينة الخليل، وبدأت عملها بإنتاج رقائق الذرة، لتصبح لاحقاً واحدة من أكبر منتجي السناك في فلسطين، وتمتد علامتها التجارية إلى عدة دول في الشرق الأوسط.
وقد دفعت هذه الضجة السلطات الفلسطينية إلى إصدار رد رسمي. إذ أكد المفوض السياسي العام والناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني اللواء أنور رجب أن الجهات الأمنية المختصة فتحت تحقيقاً رسمياً في الحادثة التي وصفها بأنها “إساءة واضحة للدين المسيحي”. وأوضح أن المؤسسة الأمنية تواصلت مع الشركة المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المسؤولين عن هذا التجاوز.
وفي بيان رسمي، وصف رجب الإعلان بأنه “انتهاك صارخ للقيم الوطنية والدينية، ومساس بالسلم الأهلي والنسيج المجتمعي الذي نحرص على صونه في فلسطين”. وشدّد على أن “المؤسسة الأمنية ترفض بشدة هذا الفعل المشين الذي يمسّ بروح الاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع الفلسطيني”، مؤكداً “عدم السماح بالمساس بالمقدسات الدينية تحت أي ظرف“.
وأضاف أن السلطات الفلسطينية لن تتهاون مع أي سلوك يُشعل الفتنة أو يهدد الوحدة الوطنية، مشيراً إلى استمرار التعاون بين المؤسسة الأمنية واللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس والجهات القضائية لضمان محاسبة كل من يتجاوز الخطوط الحمراء التي تحفظ الأمن والسلم المجتمعي.
من جانبهم، قال بعض القادة المسيحيين إن ما حدث يتجاوز حدود الخطأ التسويقي. وصرّح أحد رجال الدين في بيت لحم—طلب عدم الكشف عن اسمه خشية التعرض لضغوط—قائلاً: “الاعتذار غير كافٍ. المسألة لا تتعلق فقط بإعلان، بل باحترام الرموز الدينية والشعور بالانتماء الذي يجب أن يحظى به المسيحيون هنا“.
وقد امتد الجدل إلى خارج الأراضي الفلسطينية، حيث أشار البعض إلى عرض مسرحي جرى خلال افتتاح أولمبياد باريس 2024 تضمّن هو الآخر إعادة تمثيل للعشاء الأخير، ما أثار تساؤلات حول تزايد تكرار استخدام رموز مسيحية في سياقات فنية وتسويقية، غالباً على حساب مشاعر المؤمنين.
في المقابل، دافع بعض أنصار الشركة عنها، مشيرين إلى أن سياق عيد الأضحى وما يرمز إليه من تضحية بالخراف قد يكون هو الأساس في الفكرة، معتبرين الإعلان محاولة غير موفقة للربط بين الثقافتين، وليس إساءة متعمّدة.
ومع تصاعد حملات المقاطعة الرقمية، لا سيما في صفوف المسيحيين داخل وخارج فلسطين، لم تصدر الشركة أي بيان إضافي حتى
وفدٌ من أحزاب ومؤسسات شعبنا يزور حزب بيت نهرين الديمقراطي والحركة الآشورية الديمقراطية
العراق- بهدف توطيد العلاقات بين أحزاب شعبنا، زار وفدٌ من أحزاب ومؤسسات مجلس “بيث نهر…