إطلاق نار يستهدف كنيسة السيدة العذراء أم الزنار في حموث (حمص) ويُلحِق أضراراً بالصليب المقدس
حموث (حمص)، سوريا – في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، تعرّضت كنيسة السيدة العذراء أم الزنار التاريخية التابعة لطائفة السريان الأرثوذكس في حي الحميدية بمدينة حموث (حمص) لإطلاق نار من قبل جهة مجهولة. وقع الاعتداء عند الساعة 2:25 صباحًا، وأسفر عن أضرار في الصليب المقدس المرفوع على واجهة الكنيسة، دون تسجيل إصابات بشرية.
وأظهرت مشاهد من كاميرات المراقبة قيام رجل مسلح بالاقتراب من واجهة الكنيسة وإطلاق عدة أعيرة نارية باتجاهها، قبل أن يفرّ من المكان. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن، فيما أبدى السكان المحليون قلقهم من تكرار مثل هذه الهجمات التي تستهدف رموزًا دينية وتاريخية.
وفي بيان رسمي، أدانت مطرانية حموث (حمص) وحمتو (حماه) وطرطوس للسريان الأرثوذكس بشدة ما وصفته بـ “الاعتداء الغاشم والمرفوض”، مؤكدة أن الحادث يُعدّ “انتهاكًا صارخًا لقدسية دور العبادة، وتهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي والعيش المشترك”. ودعت المطرانية الجهات الرسمية والأمنية المختصة إلى فتح تحقيق عاجل وكشف ملابسات الحادث وتقديم الفاعلين إلى العدالة.
الكنيسة المستهدفة تُعدّ من أقدم الكنائس المسيحية في العالم التي لا تزال مستخدمة للعبادة حتى اليوم، وتحتضن ما يُعتقد أنه جزء من زنار السيدة العذراء مريم، ما يجعلها موقعًا ذا رمزية روحية وتاريخية عميقة لدى أبناء الطائفة السريانية الأرثوذكسية والمجتمع السوري عمومًا.
وجاء في بيان المطرانية: “نهيب بأبناء كنيستنا وأهالينا الكرام التحلّي بالحكمة وضبط النفس، والثقة بأن العدالة ستأخذ مجراها، مؤكدين أن هذا العمل الجبان لن يثنينا عن التمسك برسالة المحبة والسلام التي نادى بها السيد المسيح، ولن يزيدنا إلا إصرارًا على تعزيز روح الأخوّة الوطنية“.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تُبذل فيه جهود لإعادة بناء النسيج الاجتماعي السوري في مرحلة ما بعد الحرب، وسط دعوات متكررة لتأمين الحماية للمعالم الدينية والمواقع التراثية التي تشكّل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية المتعددة في سوريا.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر وزارة الداخلية السورية أو الجهات الأمنية المحلية أي تعليق رسمي حول الهجوم. فيما يواصل المحققون مراجعة تسجيلات الكاميرات وجمع الأدلة.
وقد شدد نشطاء ومراقبون محليون على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية دور العبادة، مؤكدين أن المساس بالمقدسات لا يهدد فئة بعينها فحسب، بل يهدد تماسك المجتمع السوري بأسره.
Surveillance footage shows a man opening fire at the Church of Saint Mary in Homs—one of the oldest churches in the world still in use for worship. A shameful attack on history, faith, and a symbol of resilience. #Homs #Syria pic.twitter.com/u9j0G7ZExl
— Greco-Levantines World Wide (@GrecoLevantines) June 8, 2025
تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في دمشق
دارمسوق (دمشق) — هزّ تفجير انتحاري كنيسة مار إلياس للروم (اليونان) الأرثوذكس في حي دويلعة …